سمعت صباح يوم الأربعاء الماضي من مصدر غير إعلامي موثوق به أن طائرة لا يعرف هويتها سقطت في حي الحصبة حيث لوحظت ألسنة اللهب والدخان الكثيف يتصاعد منها. قلت في نفسي ربما تكون طائرة مدنية تتبع شركة ما لأن طيران اليمنية رغم ما يعانيه إلا أن أهم شيء يميزه هو الطيارون الماهرون. فلم نسمع عن سقوط طائرة مدنية تتبع الخطوط الجوية اليمنية منذ زمن طويل ، عدت إلى البيت وفتحت التلفاز وعلى وجه التحديد الفضائية اليمنية وخيل إلي بأنه سيكون الخبر الأول والأهم في قناتنا الفضائية ولكن للأسف الشديد وكأن شيئا لم يكن ولا حتى إشارة عابرة عن سقوط طائرة ما. قلت ربما الخبر ليس يقينا مجرد زوبعة مثلما نسمع صوت الرصاص فنظن أنه عرس ولكن قد يكون فعلا حادث ثأر أو ماشابه ذلك والعكس قد نعتقد بأن هناك حربا تشتعل وحين ندقق يتضح لنا أنه حفل عرس. وما زاد من يقيني بأن طائرة سقطت بالفعل هو نقل الخبر عن الطائرة العسكرية في مختلف وسائل الإعلام الحزبية والخاصة وكذلك قناة الجزيرة وغيرها، وتأكدت أكثر حين تواصلت مع أحد أقربائي فقال لي بأن جاره الطيار صلاح الدعيس من ضمن من لقي حتفه في تلك الطائرة المشئومة. كان خبر وفاة الدعيس في هذا الحادث الأليم فاجعة لزوجته الحامل في شهرها التاسع حيث صدمت بالخبر ،تحجرت الدموع في مقلتيها ، وطفلها الآخر يركض دون أن يدري بالفاجعة والمستقبل الذي ينتظره. وفي اليوم التالي قرأت الخبر في الصحف المحلية حيث نشرت تفاصيل عن الحادث وملابساته من وجهة النظر الرسمية موضحة بأن الطائرة عسكرية والضحايا عشرة طيارون ومهندسون عمداء وعقداء من خيرة أبناء البلد الأكثر كفاءة وخبرة وعلى الأخص قائد الطائرة العميد ركن طيار / علي صالح عبيد الخواجة. وكالعادة أرجعت صحيفة الثورة السبب في الحادث إلى خلل فني نتيجة التدريبات العسكرية التي أجراها الضحايا في سماء العاصمة صنعاء. ترى كيف يسمح لهم بإجراء تدريبات داخل العاصمة المأهولة بالسكان إذا كان ذلك الطرح صحيحا. كما يرجع الخبر السبب إلى إهمال الصيانة ، وتلف معدات الإطفاء وعدم قدرتها على إنقاذ الطائرة قبل وقوعها ، هذا الحادث المؤسف يدق جرس الإنذار لتصحو الحكومة من غفوتها ، وتركز جهودها في الحفاظ على ما تبقى من جيشنا. ونأمل أن تكون فعلا لجنة التحقيق التي تم تشكيلها لجنة محايدة وتكشف من وراء هذا الحادث الفظيع ولعل فطاعته في احتراق أجساد العشرة الضحايا لدرجة أن الطيار صلاح الدعيس لم تتمكن أسرته من معرفته إلا من أرجله فقط بينما معالم وجهه ضاعت ، اتصلت أمه من البلاد تبكي بحرقة طالبة من ابنها الثاني أن يحضره للقرية كي تتأكد فعلا أنه توفي ، ولكن ابنها قال لها : لن نتمكن لأن جثته تتناثر ، والأفضل دفنه في صنعاء في مقبرة الشهداء. يتساءل قريبي الذي حضر مراسم دفن الطيار صلاح الدعيس قائلا هل سترعى الحكومة ممثلة بوزارة الدفاع أسر هؤلاء الضحايا أم لا. وأقول لكل مسئولينا في القطاع المدني والعسكري على حد سواء إذا لم يكشف من وراء هذا الحادث وبشفافية ، وينشر عبر وسائل الإعلام فإن القادم سيكون أسوأ ، وسيطال الجميع. اللهم بلغت ، اللهم فاشهد. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468278943211186&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater