هيئة المواصفات تنفذ نزولًا ميدانيًا إلى محلات الذهب وورش الصاغة بالحديدة    لقاء مسلح هو الأكبر لقبائل بني صريم بعمران استعدادًا لمواجهة الأعداء    المغرب يفتتح مشواره في كأس العرب بالفوز على جزر القمر    لقاء تنسيقي بمأرب يؤكد على أهمية مواجهة التحديات الإنسانية بالمحافظة    الجبواني والجفري يشهدان الحفل الفني الذي أقيم بمحافظة شبوة بمناسبة الذكرى ال54 لعيد الاتحاد الاماراتي    ندوة ولقاء نسائي في زبيد بذكرى ميلاد الزهراء    جنود الاحتلال اليمني في سيئون يتركون ملابسهم العسكرية في الشوارع من الرعب    شهيدان وجرحى في تجدد القصف الصهيوني على غزة    تدشين امتحانات الفصل الأول في فرع الجامعة الوطنية بالحديدة    استشهاد امرأة بانفجار جسم من مخلفات العدوان في الجوف    سياسيون يطلقون وسم #تحرير_وادي_حضرموت    التوتر يعود مجددًا إلى حضرموت.. المنطقة الأولى تنتشر وقوات الانتقالي تضيق عليها الخناق    وزارة الإدارة والتنمية المحلية تبدأ حملة تقييم ميداني لأداء المحافظات    معجزة غزة.. فيلم لبناني يحصد جائزة في برلين    إعلان تشكيل لجنة تسيير لشراكة اليمن للأمن البحري بمشاركة دولية واسعة    مواطنون يشكون تضرر الموارد المائية لمناطقهم جراء الأنفاق الحوثية في إب    اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين ينعى الأديب عبدالإله البعداني    صنعاء.. إيقاف التعامل مع منشأة وشركة صرافة    بدائل بسيطة لتخفيف السعال والتهاب الحلق في الشتاء    الذهب ينخفض مع جني الأرباح والنفط يرتفع بفعل الأخطار الجيوسياسية    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء من المرتفعات    الجبهة الشعبية": الإرادة الفلسطينية أقوى من جبروت العدو الصهيوني    كلية المجتمع في ذمار تنظم فعالية بذكرى ميلاد الزهراء    كأس العرب.. فوز تاريخي لمنتخب فلسطين على قطر    برشلونة يقترب من ضم موهبة مصرية لتعزيز الهجوم    خبير آثار: معبد أثري بمأرب يتعرض للاهمال والنهب المنظم    مباريات اليوم الثلاثاء في كأس العرب 2025    اتلاف 25 طنا من البضائع المنتهية في البيضاء    صراع النفوذ السعودي الإماراتي يطفئ مدن حضرموت    تنافس القوى الكبرى في البحر الأحمر في رسالة ماجستير للمقطري    8 سنوات على فتنة ديسمبر.. الخاتمة السوداء للخائن عفاش    هيئة الأوقاف في البيضاء تعيد تأهيل مقبرتي الخرقاء الشرقية والغربية    حقول النفط في حضرموت: معاناة الأهالي مقابل ثراء فئة قليلة    الحباري يرفض العودة الى نادي الأهلي    جاهزية صحية قصوى في وادي حضرموت وسط مخاوف من تطورات وشيكة    قوات الجنوب تتصدى لهجوم إرهابي في عومران وتلاحق القاعدة في جبال مودية    حضرموت.. وساطة محلية توقف القوات المتصارعة على خطوط التماس، وفتيل التوتر ما يزال قابلاً للاشتعال    عيد الجلاء... ذاكرة التحرر ووعد المستقبل    تسجيل هزة أرضية في محافظة الحديدة    عدن.. لملس يفتتح حزمة مشاريع خدمية وأمنية وحدائق عامة    لملس و الحريزي يفتتحان مشروع إعادة تأهيل شارع معارض السيارات في الشيخ عثمان    الهيئة النسائية في تعز تدشن فعاليات إحياء ذكرى ميلاد الزهراء    الإمارات في عيدها 54.. اتحاد راسخ ورؤية تنموية رائدة    تهريب مئات القطع الأثرية من اليمن خلال شهرين فقط    8 وفيات و12 إصابة بحمى ماربورغ في إثيوبيا    حضرموت.. بترومسيلة تعلن إيقاف إنتاج وتكرير النفط نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية    المغرب يستهل كأس العرب بمواجهة غامضة واختبار صعب للكويت والسعودية    لا تخطئوا.. إنها حضرموت    خط ملاحي دولي يستأنف نشاطه إلى ميناء الحديدة    قراءة تحليلية لنص "أسئلة وافتراضات" ل"أحمد سيف حاشد"    "صور".. صقيع يضرب أجزاء من المرتفعات ويلحق أضرارًا بالمحاصيل الزراعية    الليغا ... ريال مدريد يستمر في السقوط    أبو الغيث يؤكد على أهمية تعزيز الدعم الإغاثي في الحديدة    مرض الفشل الكلوي (30)    إب.. تحذيرات من انتشار الأوبئة جراء طفح مياه الصرف الصحي وسط الأحياء السكنية    رسائل إلى المجتمع    تقرير أممي: معدل وفيات الكوليرا في اليمن ثالث أعلى مستوى عالميًا    في وداع مهندس التدبّر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتاجرون بآلام الناس!!
نشر في الجمهورية يوم 02 - 12 - 2012

• الدواء ليس كغيره من الصناعات ولا نحتاج إليه من باب الكماليات أو الرفاهية، وإنما الضرورة القصوى هي التي تدفعنا لاستهلاكه، ولو كان الأمر بأيدينا أو أمامنا خيارات أخرى مناسبة لما اضطررنا إلى استخدم أغلب الأدوية الموجودة في أسواقنا، لأن أغلبها إما مقلدة أو مهربة وجميعها لا تتمتع بمواصفات الجودة العالية المتعارف عليها عالمياً وربما أفضل ما قد نجده منها يحمل مواصفات أقل مستوى من المواصفات القياسية، فالسوق اليمنية هي بمثابة مقلب تُرمى فيه كافة السلع الفاسدة والمنتهية الصلاحية وغير المطابقة للمواصفات ومنها الأدوية في ظل انعدام الدور الرقابي للجهات المعنية.
• هذا الأمر يعلمه الجميع بما في ذلك الجهات المعنية على اختلاف مسمياتها واختصاصاتها، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل حول كيف يتم السماح بدخول هذه الأدوية المغشوشة والمزورة إلى البلاد؟! وأين هي الهيئات الرقابية المتخصصة التي تتحمل المسئولية في وجود هذه الأدوية في السوق اليمني؟! ولكن يبدو أن وجودها كعدمها وإلا لما كانت السوق اليمنية مليئة بالأدوية الرديئة وعديمة المواصفات والفاسدة المنتهية الصلاحية.
• إذاً من المؤكد أن أهم أسباب انتشار الأدوية المغشوشة في بلادنا هو عدم وجود رقابة مشدده وجادة لضبط المخالفين، وعدم وجود تشريعات وقوانين صارمة تجرم المزورين والمهربين، كما أن شركات الأدوية تتحمل قدراً كبيراً من المسؤولية لأنها في أغلبها تستهدف بالأساس تحقيق الربح بغض النظر عما سيحصل للمريض لاحقاً، لذلك نجد هذه الشركات تعمل على إغراق السوق بالأدوية المهربة والمقلدة ذات الأسعار الرخيصة مقارنة بالأصلية مستغلة حالة الفقر لدى الناس بمدهم بأدوية رخيصة السعر لكنها رديئة الجودة ومجهولة المصدر.
• بحسب تقرير صادر عن الهيئة العليا للأدوية قبل فترة وجيزة، فإن نسبة الأدوية المهربة في السوق اليمنية تصل إلى 60 % من حجم المعروض منها، وأن الرقابة الدوائية بوزارة الصحة ضبطت خلال السنوات الأخيرة أكثر من (1175) صيدلية لديها أدوية مغشوشة، وقد لا نستغرب حجم الكارثة الدوائية التي نعانيها إذا ما علمنا أن من بين إجمالي عدد الصيدليات الموجودة في بلادنا والبالغة حوالي (4000 صيدلية) 20 % منها فقط يمتلكها صيادلة، فيما البقية تأجير من الباطن بتراخيص صيادلة، أي يملكها أناس لا يهمهم صحة الآدميين بقدر اهتمامهم بما سيحققونه من عوائد مالية ولو بالمتاجرة بآلام إخوانهم البشر.
• وزارة الصحة أصدرت قبل أيام بياناً تناشد فيه المواطنين وتهيب بهم ضرورة الانتباه للأدوية المهربة والمزورة والمغشوشة ومجهولة المصدر، مؤكدة أن محاربة هذه الظاهرة هي مسئولية تضامنية مجتمعية، صحيح أن المشاركة المجتمعية ضرورية لمكافحة ومحاربة أية ظاهرة سيئة، ولكن هنا ليس جميع أفراد المجتمع ذوو خبرة في مجال الأدوية وقادرون على تمييز الدواء الأصلي من المغشوش والمزور والمهرب، بالتأكيد المواطنون لا مانع لديهم بأن يقوموا بدورهم ولكن بالتوازي مع قيام الوزارة بدورها في هذا الجانب والذي يتمثل بأن تقوم أولاً بتنفيذ حملات تفتيشية دورية شاملة على مخازن الأدوية والصيدليات فهي أدرى من غيرها بالأصناف المزورة والمهربة، مع ضرورة التأكد من سلامة وصحية التخزين التي تتبعها مخازن الأدوية التي لا ترقى مواصفات التخزين في أغلبها إلى مستوى الشروط الصحية والبيئية المطلوبة، وأيضاً على الوزارة أن تقوم بنشر قائمة بأسماء وأصناف الأدوية المغشوشة والمهربة، وساعتها فقط يستطيع المواطن أن يسهم بشكل إيجابي في مكافحة إغراق السوق بمثل هذه الأدوية.
• أخيراً يمكن القول إن المعالجات المطلوبة في هذه القضية تتمثل في أن تقوم الوزارة بأداء دورها في محاربة ظاهرة انتشار الأدوية المهربة والمغشوشة عبر تفعيل دور الرقابة على الصيدليات ومخازن الأدوية واستمرار الحملات التوعوية للمواطن، مع ضرورة وجود قانون يجرِّم كل من يقوم بتهريب وتزوير وتقليد وغش الدواء ووضع العقوبات المناسبة والرادعة، وتفعيل الدور الرقابي لاكتشاف الأدوية المزورة والمهربة في كافة المنافذ وبدون ذلك فإن اليمن ستظل سوقاً رائجة للمنتجات الدوائية المقلدة المشكوك في فاعليتها وكفاءتها ومرتعاً لمافيات تصنيع وتهريب الأدوية المغشوشة.
[email protected]
رابط المقال على الفيس بوك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.