انتصر الشعب اليمني، وانتصرت إرادته الثورية التي كانت مثار إعجاب لكل الدنيا، تحدث عنها العدو والصديق، الشعب اليمني تحرر وتحررت إرادته حينما ثار على الاستبداد والقهر. يمكننا أن نجزم أن الشعب اليمني شبّ عن الطوق.. ولن يركع مرة ثانية أو يقبل يد أحد، كما أنه لن يؤمن بعد اليوم ولن يعيش تابعاً لأحد. لقد خرج من رحم هذه الثورة جيل جديد من أبناء اليمن الأحرار الذين لا يؤمنون بالشعارات الجوفاء ولا ينخدعون بالخطب الرنانة. إنه جيل يبحث عن الخطط والبرامج والاستراتيجيات التي من شأنها إنقاذ الوطن وإخراجه إلى بر الأمان.. جيل جديد مؤمن بالعدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة.. جيل غير مستعد لتقبل الهذيان والخرافات والشعارات الجوفاء التي يرددها البعض وهي بعيدة كل البعد عن الواقع.. فمن يمتلك هذه الرؤية الإنقاذية فليقدمها للناس، أما الجهل والغباء وسياسة الإقصاء فلا مكان لها هذه الأيام. إن هذا الجيل الذي صنعته الثورة هو من نعول عليه صناعة مستقبل هذا الوطن وهو القادر على حماية مكاسب هذه الثورة من العصابات الإرهابية التي تتاجر بالشعارات وتسعى إلى تمزيق وشق عصا الثورة. إن ما يحدث في بعض ساحات الثورة من اشتباكات ودعوات للفتنة والفرقة واستخدام العنف والتشويه المتعمد من بعض المهووسين ومحبي الظهور على حساب هذه الثورة العظيمة لا تخدم هذه الثورة ولا تخدم الوطن، ولكنها تخدم مصالح ضيقة بهؤلاء المراهقين. وعليهم أن يتوقفوا فوراً؛ فالوطن أغلى من أن يبقى مسرحاً لممارسة هوسهم السياسي. أيها اليمنيون.. أيها الثوار الأحرار لا تتركوا لأحد أن يشوه ثورتكم وأن يزرع الخلاف والفتنة بينكم وبين الآخرين، يجب أن تحتووا الجميع بأخلاقكم ومبادئكم الثورية، وأن تنشروا ثقافة جديدة تقوم على الحب والتسامح والحوار. اختلفوا فيما بينكم لكن بعيداً عن العنف والقتل والرصاص.. خذوا حذركم من كل المتربصين بكم.. تذكروا دائماً أنكم دعاة حب وخير وسلام لكل اليمنيين، وأن ثورتكم احترمها العالم وقدرها؛ لأنكم أنتم من صنعها. رابط المقال على الفيس بوك