الوفاء لا يُطلب إلا من أهل الوفاء.. وقد كنتم يا أبناء اليمن أوفياء مع وطنكم، حينما خرجتم جميعاً بأرواحكم الثورية ومشاعركم الوطنية الوثابة تهتفون في كل ميادين وساحات الثورة بسقوط النظام الذي ظل جاثماً على صدورنا جميعاً.. فقلتم كلمتكم الأولى والأخيرة وأسقطتم هذا النظام.. وما نتمناه جميعاً هو أن تبقى تلك الروح الثورية وذلك الاصطفاف الوطني القوي بين كل مكوناتكم وفصائلكم الثورية.. وفاءً لثورتكم العظيمة. أيها اليمنيون الأحرار.. إن النتوءات التي بدأت تظهر في صفوفكم، وحالات الفرقة والاختلاف التي يشعلها البعض لتمزيقكم إذا استمرت فستكون خيانة عظمى لثورتكم ولشهدائكم الذين سقطوا وعاهدتم الله على وحدة صفكم وعلى الثأر والوفاء لهم.. فإذا أردتم الوفاء لشهدائكم ولثورتكم ووطنكم فيجب أن تحافظوا على نسيجكم الوطني من جميع الأحقاد والدسائس التي يحاول المهووسون وأصحاب الأجندات الخارجية أن يزرعوها فيما بينكم.. فليس من الوفاء أن نترك أصحاب المشاريع الصغيرة تعبث بثورتكم وتثير الحقد والضغينة في صفوفكم خدمةً لمشاريعهم الهدامة. الوفاء للثورة يتطلب منا جميعاً اليقظة الدائمة والوقوف صفاً واحداً أمام كل هؤلاء الصغار الذين لا يريحهم أن يعيش الوطن آمناً مستقراً.. يجب أن يكون ردنا عليهم هو المزيد من البذل والعمل والعطاء المتواصل دون توقف ..لنتناسى جراحاتنا وآلامنا ونزرع دوماً بذور الأمل، ونبني معاً وطناً آمناً قوياً تتحطم عليه خطط وأحقاد هؤلاء المهووسين. يجب أن نؤكد للدنيا كلها أن ثورتنا علمتنا أن نكون عظماء في مواقفنا، وحدويين في مشاريعنا وتوجهاتنا ، وأننا لايمكن أن نعيش داخل هذا الوطن إلا موحدين وأننا لن نسمح لدعاة التشطير والانقسام والطائفية أن يمرروا مشاريعهم الانفصالية التي عانينا منها طويلاً .. فواجبنا الانساني والديني والثوري علمنا أن نكون أوفياء لأوطاننا ولأهدافنا. بعزائمكم أيها الشباب ستقهرون كل المتآمرين على ثورتكم.. لايصيبكم اليأس والقنوط والإحباط وأنتم ترون عجلة التغيير تسير ببطء وأن الكثير من بقايا النظام الفاسد لايزال يحكم.. هذه مشاعر يجب أن نتحرر منها.. نعم من حقنا أن نغضب وتحترق أعصابنا من أجل الوقت الذي ضاع من حياتنا.. لكن لايصح أن نيأس، فالجميع سيرحل وكل من ارتكب جرائم في حق هذا الوطن سيسقط لامحالة. الوطن اليوم يحتاج منا أن نعمل كفريق واحد مع الحكومة الحالية حتى نتمكن من إزاحة كل رموز الفساد الذين كان لهم الدور الكبير في ضياع هذا الوطن وفي تهريب أمواله ومكتسباته.. اللحظة تتطلب منا أن نقدر كل الجهود الشريفة التي تبذل هنا وهناك من أجل الخروج باليمن إلى بر الأمان.. حفظ الله ثورتنا ووطننا .. ودامت أرواحكم طاهرة.