يواصل ثوار اليمن الأحرار صمودهم ووقوفهم في كل ميادين الثورة.. ليقولوا لكل من تسول له نفسه من الموتورين والضعفاء إننا هنا صامدون وواقفون أمام كل من يريد أن يعبث بهذا الوطن. إن ما نراه في كل جمعة من اصطفاف رائع وتواجد مبهر في كل الميادين والساحات يدل على عظمة هذا الشعب ووفائه لثورته، وأن الشعب اليمني شعب حي ووفي ومستعد في كل أوقاته لتقديم التضحيات من أجل الحفاظ على أهداف ثورته وإسقاط كل من تبقى من المتآمرين على هذه الثورة. إننا كل يوم تزداد قناعاتنا وإيماننا بأن شعبنا الذي عانى كثيراً لايمكنه التعايش أو القبول ببقاء العابثين والفاسدين ممن فقدوا شرعيتهم وخاصة أولئك الذين تعاملوا مع شباب هذه الثورة بكل همجية وغطرسة. ياشباب اليمن الأوفياء من كل الفصائل والتيارات الثورية تدركون اليوم أن الوطن يمر بمرحلة حرجة يتطلب من الجميع وحدة الصف وتضافر الجهود بين جميع القوى الثورية الحية من أجل تحقيق وإنجاز أهداف الثورة.. أنتم اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بوحدة الصف وتوحيد الهدف إذا أردتم لثورتكم أن تنتصر .. وهذا أقل شيء تقدمونه وفاءً لشهدائكم ولإخوانكم الذين لايزالون مغيبين في السجون. إن الواجب الوطني والأخلاقي والثوري يتطلب منكم أن تكونوا أوفياء لثورتكم ولأهدافكم .. وأن تكونوا صفاً واحداً أمام من يريد العبث بوطنكم.. تمسكوا أيها الأحرار بوحدة صفكم مهما اختلفت آراؤكم.. فوحدة صفكم هو الضمان الحقيقي لانتصاراتكم.. حافظوا على القواسم المشتركة فيما بينكم وهي كثيرة.. أشيعوا روح الحوارالصادق والشفاف فيما بينكم.. لاتتركوا مجالاً لتخوين بعضكم فهذا مايريده خصومكم.. فوحدتكم هي التي جعلتكم تنتفضون وتخرجون إلى الميادين مطالبين بحقوقكم. يجب أن تدركوا أن هناك قوى وأيادي خفية ترى أن وحدتكم ووحدة صفكم يهدد الكثير من مصالحهم ووجودهم.. وهي قوى لاتتورع في محاولات مستمرة لوضع الألغام وتفجيرها في كل خطوة يريد الوطن أن يتقدم من خلالها. ندرك جميعاً أن هناك حالة من الجدل الواسع بين مختلف القوى الثورية.. لكن يجب أن لايصل هذا الخلاف إلى مرحلة التخوين وإلقاء التهم جزافاً على من يخالفنا الرأي في محاولة للنيل منه. إن الحالة السياسية التي نمرّ بها إذا انتقلت من الخلاف في وجهات النظر إلى التخوين وتبادل الاتهامات فإن ذلك يقودنا إلى الخروج عن مسارات الثورة، وهذا ماتتمناه الأطراف التي تدفع في حدوث هذه الخلافات وتأجيج هذه الصراعات بين قوى الثورة، وهذا بدوره سيضر بالمصلحة العامة.. فالجميع مطالب بالوقوف أمام هذه المحاولات، وأمام هذه المشاريع الخاسرة والتي لاتنظر سوى لمصالحها الشخصية. . وأخيراً أقول لكل الشباب اليمني الرائع ولكل اليمنيين الأوفياء: إن وحدة صفكم تظهر ما لديكم من إمكانيات وقدرات من شأنها الاسهام في بناء هذا الوطن.. وحدة صفكم تربك الخصوم المتربصين بكم وتحمي ثورتكم وتغلق الأبواب أمام كل الأفكار الشطرية والطائفية والاتجاهات المضللة. يجب أن تدركوا أيها الشباب أن هذه الثورة التي أوقدتموها بدمائكم وشهدائكم.. حرّكت في نفوسنا جميعا الدعوة للنهوض بهذا الوطن، وأن هذه الثورة التي قام بها الجميع تتسع لكل أبناء اليمن، ولايوجد أي فصيل سياسي يستطيع أن يحتكر هذه الثورة لنفسه.. فكونوا كباراً بكبر هذه الثورة العظيمة وهذا الوطن الكبير.