ما يحدث حالياً من مصادمات مسلحة فيما بين جماعات منتمية إلى بعض الأحزاب وما يسبق هذا التصادم من تلاسنات ومشادات كلامية وتفوح منها روائح التعصبية الحزبية والمذهبية والتي دائماً ما يمتزج معها مطلب غير شرعي وينتهج سياسة انفصالية شطرية “مرفوضة” تعتبر بمجملها أفعالاً سلوكية لا سوية وخاطئة وتساهم في إطالة أمد زعزعة الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي للوطن.. واستمرارها ربما قد يؤدي لا قدر الله إلى اشعال حرب أهلية وهذا ما لا نريد حدوثه أبداً. كما أن هذه الأفعال الخاطئة أعطت “ودونما أن تدري” الضوء الأخضر للمتخلفين عقلياً ودينياً بتشكيل عصابات مسلحة تقطع الطرقات وتنهب ما لا يحق لها من الممتلكات وتبث الرعب والخوف في قلوب الآمنين من الناس وارتكاب “حماقات” إجرامية ومقلدة تماماً لسلوكيات وأفعال العصابات التي نشاهدها في الأفلام الأجنبية والمسلسلات التركية. وأعتقد بأن الإعلام الموحد “الرسمي وغير الرسمي” هو «السلطة الرابعة» والوحيدة التي تستطيع أن تعالج مشكلة مظاهر التصادمات السياسية الحزبية والمذهبية والانفصالية والتي تقوم بإنتاجها مصانع الأيديولوجيات الثقافية الخاطئة وذلك عن طريق قيام الإعلام المتعدد بإغلاق كل سبل الثقافة الإيجابية والمتزنة عقلياً وفكرياً بوجه الأيديولوجيات الطائفية والحزبية المتعصبة.. ولابد أن يتبع ذلك تنفيذ حملة وطنية إعلامية “مشتركة” من أجل التسامح والسلم والتفاهم والحوار البناء بين الحكومة والأحزاب.. وغايتها توعية المجتمع بالمخاطر التي تفرزها الأيديولوجيات الخارجة عن دائرة الثقافة الحضارية والوطنية.. وكذا التعريف بمدى أهمية التمسك بمبادئ ثقافة السلم والتسامح ونبذ كل ما من شأنه أن يشكل خطراً على أمن واستقرار الوطن ووحدة أراضيه كالإرهاب والحقد والكراهية في العلاقات الداخلية وأيضاً الخارجية. وما يزيد من رفع مستوى ضمان نجاح هذه الحملة الوطنية الإعلامية هو تدعيمها بإجراء تزامني معها والمتمثل بالعمل على إقامة العديد من الندوات والمحاضرات وفي مختلف المحافظات اليمنية وتخصيصها لمناقشة كل المظاهر السلبية وذات المفاهيم الخاطئة والتي تشكل خطورة على الوطن.. والخروج بمقترحات تهدف إلى الحد من هذه المظاهر نهائياً والعمل على الرفع بها إلى جميع الجهات المسئولة والمختصة” رسمية وغير رسمية” من أجل البدء بالعمل على تنفيذها.. وكذا يجب العمل على تحويل منابر المساجد إلى منابر إعلامية ويغلب على خطبها طابع توعوي وتثقيفي ناقد لكل ما هو “ سلبي” ومشيد بكل ما هو” إيجابي وبناء”.. أخيراً فإني أجزم بأنه إذا ما نفذت حملة ثقافة السلم والتسامح “ المشتركة”.. لسوف تحقق أهدافها في وقت زمني قصير جداً خاصة وأن الشعب اليمني بأفراده وطبقاته وفئاته وأحزابه هو شعب واع وحكيم ويمتلك عقلية قادرة على التمييز فيما بين “البيضة والحجر” والتعرف على ما هو “ غث وسمين” .. وهذه هي الحقيقة التي كشفها لنا رسولنا الأعظم “ صلى الله عليه وسلم” عندما قال: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.. ولذا فإن الإيمان بالله عز وجل والحكمة صفتان أرشدتانا إلى أن ولاءنا فقط هو لله الذي خلقنا وللوطن الذي ولدنا فيه وعشنا على ترابه .. ولا ولاء لثالث أبداً. رابط المقال على الفيس بوك