“الشياطين في إجازة “ ليسن عنوان لفيلم هابط أو لمسلسل طويل ، ولكنه بذرة لحُلم يقظة شائك بدأت تفاصيله بعد عراك عنيف بين مولعيَين انتهى بجريمة قتل ! ، نعم بجريمة قتل والسبب (رُبطة قات) ..يا الهي ، ألهذا الحد وصلت بهم المولعة وهل الغضب سببا كافيا للموت ؟! القاتل يعلق جريمته بشماعة (الشيطان) ، ربما يقصد شيطانه الأخضر ، ثم يعض أصابعه ندماً وهكذا ..هكذا نعلّق أخطاءنا بمخلوق خلقه الله مثلنا ولكنه علا وأستكبر وطُرد من الجنة فأقسم على غواية البشر أجمعين ؛البشر الخطائين.. ماذا لو كان هؤلاء الشياطين في إجازة مثلا ، تُرى هل سنُقدم يوما على ارتكاب الجرائم أو المعاصي ؟؟ وهل سنجد شمّاعة أخرى نعلق عليها أخطاءنا ؟! وإن كان كذلك ما تلك الأوزار والأخطاء التي تحدث في شهر رمضان حينما تتقيّد الشياطين ؟! حينما يحمل الزوج النار وتحمل الزوجة البنزين .. وتدوي “ طَلقة أو ثلاث طَلقات على الأكثر” في أذن الزوجة ،أين يكون ذاك الشيطان الذي أعتاد على النفخ ؟! حينما يُقدم رئيس عربي على طحن شعبه غير آبه لرب بسماء تعلوه ، وبدلاً من أن يلّقم شعبه خيرات الأرض بات يرويها (الأرض) بنزيف جشعه ، أين يكون شيطانه الذي يشبهه ..هل هرب منه بعد أن رأى ظُلمه ينسكب على رقاب البسطاء ؟! حينما ترى جثة شاب في ريعان شبابه معلّقة على شجرة ويتناقل الناس خبر انتحاره وكأنه جزء من فيلم لن تزداد الإثارة فيه إلا بزيادة “الكذب” على ألسنتهم كبهارات للقصة التي ستنتهي مؤخراً بمسلسل ، أين يكون شيطان؟ هل حضر ليلا ليساعد الشاب على الانتحار (إن مات كذلك) وأين شياطين الكذب “المعسبل” التي تلاحق الجرائم في كل مكان والمعلقة على لسان البشر؟! أين تكون الشياطين التي تحضر الجرائم والذنوب متخفية بثوب حاجة أو نقصان ؟ ..الشياطين هؤلاء لم يكونوا سوى سبب مكمّل لأوزار تقود للخطيئة وهذا ما تصبو إليه هي ، وحذر منها الخالق عزّوجل في محكم كتابه بأكثر من آية قرآنية، وعلينا أن نعترف أن هناك أسباب أشد خطراً علينا من الشيطان نفسه ؛ بذور للشر تنبت وتنمو وتترعرع بالنفس البشرية كلما خارت قواه وضعف إيمانه وقلت حيلته وأنقطع حبل رجائه من ضمنها ( الكذب والغش والضعف والخيانة والطمع والغضب و..الخ من دوافع الشر) .. وما الشيطان إلا نافخ يستعيد نشاطه وبهجته كلما أشتم رائحة هذه الدوافع تنبعث من ضمير ميت أو مُنهَك ، ومتى حضرت الأضداد خارت قواه هو وسقطت عنه أظافره وبات يحبو نحو أماكن تتكاثر فيها بذور الشر وقواه .. لم ولن يكون الشيطان في إجازة بتاتاً ..هذا ما استيقظت عليه بعد ساعات من الشرود والأحلام الشائكة توصلت فيها إلى قناعة أن القوة التي تتشبث بالإيمان والصبر والضمير المستيقظ وحدها من ستقف بوجه الشيطان وستُسقط سيفه أرضا ،ولن يُعد شمّاعة أو مسمار نعلق عليه أخطاءنا وأوزارنا .. فلنكن أقوياء مؤمنين وصابرين حتى نعلن الهزيمة على عدونا الأكبر (الشيطان)..