وأنت ترى شُعوب الدنيا تحتفل بعيد رأس السنة الميلادية بمزيد من المُتعة والضحك وإقفال الأرقام المالية العالمية، وحالات النمو الاقتصادي المُفرط، وبمزيد من التقدم والرخاء ترى من حولك كيمني رصيداً مُتزايداً من حالات اليُتم والقتل، التي طالت شباب ثورة التغيير مُصحوبة بازدياد حالات الشحت في شوارع صنعاء، ناهيك عن هدايا بابا نويل الأمريكية، وكأننا شعب يحتاج لمزيد من التصفية والإبادة كي نحس بإنسانيتنا بين الأمم والشعوب. للأسف نحن لسنا في بلد يُعاني من التُخمة حتى نحتفل بعيد ميلادك يا بابا نويل. لسنا سُعداء بتحقيق أي أرقام اقتصادية وسياسية جيدة كي نحتفل برأس السنة الميلادية. لا نرى في عيد السنة في شوارع صنعاء سوى مزيد من المقاوتة, مزيد من البؤس والفراغ. نحتاج لمزيد من الأمن كي نعيش بخيارات أفضل للحياة. نحتاج للخُبز في عيد رأس السنة الميلادية كي نطعم جوعى اليمن. نحتاج لمزيد من الدفء كي نقي مشردينا من برودة الشتاء. الاحتفال في بلد تلتهب دموع الأمهات والعاشقين أشبه بحالة جُنون. كُل حالات البؤس التي نعيشها كرصيد يومي، هي ما تدفعنا للكتابة بقلب يخفق ألماً وجُروحاً لا تتساوى مع الخوف والهزيمة والانكسار. لا احتفالات لدينا سوى ب روزنامة شهدائنا.. لا احتفالات لدينا سوى بقوائم المُوت المُعدة مُسبقاً في شوارع اليمن وجبالها.. لا احتفالات لدينا ما دُمنا شعباً لا يزال يبحث عن الخُبز في الألفية الثانية.. نعتذر منك, نعتذر إليك بابا نويل! نعتذر لكُل شُعوب الدنيا؛ لأننا لا نستطيع أن نُشاركهم أفراح رأس السنة.. نعتذر لأننا لا نستطيع العيش وجرحانا مُضمدون, وموتانا يتساقطون, وطننا في حالة فراغ! نعتذر لأننا لا نستطيع أن نعيش الإنسانية مثلكم. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك