وأنت تُعيد ترتيب أحلامك وتسقطها على واقع مليء بالنبوءات منها المصبوغة بشُعلة قبلية وأخرى بشكل ديني ووراثي كُل هذه الأشكال تتمايل في ذهنك وأنت تُعيد إسقاطاتها , فتكتشف أنها محكومة بقانون مسخ لا يتسع لتنفيذ شكلية البحث أو التنفيذ إلا أمام حائط للبُكاء فقط . لن تشعر بانتصارك لذاتك وأنت تعيش وسط دوامة من الفراغ اليومي , من العُنف في شكلية الحياة, تتراجع كُل مقومات النجاح لحُلمك فتصاب بنوبات مُتتالية من الانكسارات . هو الشوق أو لحظات الحُب والحنين التي تُفكك كُل عُقدك المتعبة , وأنت تتخيل ربيعك الثالث تعيشه في حالة نزيف كُلي وكأنك خارج لتوك من منجم لترى النور . لم تدرك جيداً أن وجه الحُب كوجه البحث عن كسرة خُبز , كابتسامة حارقة في وجه الشمس , تلتحف قدرك وبؤسك اليومي مُحملاً بيافطات من الاحباطات المتتالية والهزائم التي تتجرعها في أماكن لا تصلح إلا للقتل اليومي في شوارع وأزقة صنعاء . مُحركات تدفعك للغوص في الذات والغور في أماكن أكثر قُدرة على التأمل أحيانا والتجلي أحيانا أخرى ليس كزاهد يبحث عن التعبُد أو ك كاتب يبحث عن مصادر اللُغات القديمة فقط هوس داخلي يمنحك حالة ريبة دائمة فتشعر بغُربة وحالة توحش فتصاب بحالة قلق دائمة تدفعك إلى العودة لذاتك كي تكتشف مصادر البوح الإنساني الجميل القادر على إخراجك من كُل عقدك اليومية المُتعبة . ميزان الحُب كميزان الحرب أو رُبما أكثر تدميراً واجتياحا لا نخافه لأننا عشناه كحالة خطأ, نسقط فيه أحيانا لأننا لا نستطع أن نواجهه بأسلحتنا الإنسانية الصحيحة , لأننا مُجتمعات ميزان الخطأ فينا يُرجح على ميزان الصواب , العشوائية تتناقض مع حالة الترتيب كُل ذلك يحصل بشكل دوغمائي دون ترتيب حقيقي لكيفية ما نعيشه أو ما نُفكر فيه فكيف يُطلب منا أحيانا أن ننتصر لحالة حُب عفوي أو لحظة نزوى ذاتية أو براءة طفولة كما يُقال فاقد الشيء لا يعطيه, نحن فاقدون القُدرة على فعل أي شيء وإسقاطه في مكانة السليم, فاقدون على القراءة والكتابة إلا كحالة ردة فعل , فاقدون القُدرة على الحُب لأننا تربينا على العُنف , فاقدون القُدرة الحُلم لأننا ولدنا ميتين لا نجرؤ على الانتصار لأي شيء , حتى الثورة التي خرجنا بها لنرسم معالم غد ولكسر كُل حواجز اليأس والصمت , لنحلم مثل بقية الشعوب حولتنا إلى أعداء أمامها لا نعرف منها إلا كيفية مُناصرة الذين ثُرنا عليهم وذلك لأننا سلبيون لا ندرك ولا نعي في أي نقطة وفي أي قُعر واقعون. لا ندرك أخطاءنا إلا متأخرين , لا ندرك أشواقنا إلا بعد أن نموت، وقد صدق الكاتب والروائي الجزائري واسيني الأعرج عندما قال : «لا أدري لماذا ندرك أشواقنا الحقيقية دائما مُتأخرين». [email protected] رابط المقال على الفيس بوك