إنه الصراع الحتمي بين القوى المدنية وبقايا العسكر , بين عقلية القرن الحادي والعشرين وبين عقلية القرون الوسطى , بين العلم والتخلف , هو مشوار طويل من النضال والتضحيات يجب أن ندفعه جميعاً حتى نصل إلى حياة كريمة , يسودها التعايش , وينظمها القانون , حتى نصل إلى حياة لا يستقوي فيها أحدهم بسلطة يمنحها لهم الشعب فيقمعون الشعب بها , إنهم يقمعوننا بقوة السلطة التي منحناهم إياها نحن , ولذلك سنظل نطالب ونطالب ونطالب ونكتب ونناضل ضد عسكرة الحياة , عسكرتها لا يعني حكم العسكر كأفراد , بل عسكرتها بفرض هيمنة القوة العسكرية ضد الوعي المدني , ضد أن تصبح السلطة بيد من يملك القوة والسلاح , ضد من يحاول أن يفرض قانونه على الآخرين مستغلاً موقعه ورتبته , ولذلك لن نسكت ضد كل هذه الخروقات وسنطالب أبداً بحياة كريمة لنا جميعاً , مدنيين وعسكر . لا تيأسوا أصدقائي الشباب , لن يرهبكم العسكر , إن المجد للحرية التي خرجتم تطالبون بها , ودفعتم لأجلها دماً غالياً لن يعرف ثمنه إلا من ذاق طعم الحرية التي نناضل جميعاً لكي نحافظ عليها , ونضحي لأجلها . إنكم تخوضون المعركة الأهم , وهم يحاولون أن يقمعوا طموحكم وحلمكم بدولة مدنية ونظام مدني يتساوى الجميع أمامه , سيستخدمون ضدكم كل وسائل القمع والترهيب , لأنهم يدركون أن الكرسي الذي يجلسون عليه قد بدأ يهتز وقريباً سيسقطون منه , سيتهمونكم بالخيانة ليمنعوا بعضكم من الاعتراض , قولوا لهم إن الخيانة هي أن نسكت عن ممارسات الظلم التي كانت تمارس علينا , وخرجنا ثائرين ضدها , سيقولون عنكم مراهقين وغير واعين للحياة , قولوا لهم إن المراهقة وقلة الوعي بأن نصبح خدماً لمشروعكم الدنيء , أن نسكت خوفاً من آلة القمع التي تستخدمونها ضد كل من يقول لا , ويرفض الصمت . أكتب هذه المرة وبي غُصة في الحلق وحُرقة في القلب وأنا أشاهد واقرأ من يدافع عن ممارسات القمع ضد شباب لم يكن لهم من ذنب سوى أنهم خرجوا ليوقفوا هذا النزيف في الكرامة الإنسانية . وبنفس الوقت أكتب وكلي اعتزاز وشموخ وأنا أشاهد وأقرأ وأتابع هذا النضوج الثوري , وهذا العطاء الشبابي الباذخ , أتابع أصدقائي في مسيرة الحياة , وأقبل جبينهم فرداً فرداً , وهم يسطرون درس الكرامة والعزيمة , ويكتبون في صفحات التاريخ حروف الغد . إننا في المسار الصحيح , نعبر الطريق نحو الحرية , نخطو الخطوة الأولى إلى المستقبل بثبات , رافضين سياسة القهر , نرفض الصمت , نرفض الذل , نعشق الحرية , لنحيا بكرامة . رابط المقال على الفيس بوك