لم يكن أحد يتوقع صدور حزمة القرارات الرئاسية بتلك الصورة ولا بذلك الشكل المفاجئ من حيث التوقيت والكيفية، فقد استطاع الرئيس هادي أن يبرهن أنه يجيد بل يتفنن بالتحضير على نار هادئة وبالشكل الذي لا يثير ضجيجاً ولا يلفت انتباهاً، وهو بذلك لا يستفز أحداً ويستقصد أحداً بعينه. لقد كانت الهيكلة “هيكلة الجيش” مطلباً شعبياً وسياسياً وثورياً لكل ألوان الطيف اليمني بمختلف المكونات ولكافة القوى الثورية والشبابية في الساحات، بل إن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك حين اشترط الهيكلة للدخول في الحوار الوطني والقبول بمخرجاته ومقرراته. وها هي الهيكلة قد تمت وبتلك الصورة التي لم يكن أحد يتوقع أن تصدر، ولقد راهن بعض السياسيين والمحللين على أن الجيش وهيكلته العقبة الكبيرة أمام رياح التغيير ومبعث ذلك أن قرارات سابقة قضت بعزل قادة عسكريين، قوبلت بالرفض والاعتراض الشديد من هؤلاء القادة المعزولين مما جعل البعض يرفض هذه القرارات ويرفض تسليم ما تمت قيادته من ألوية ومعسكرات، إلا بعد وصول المبعوث الأممي جمال بن عمر إلى صنعاء وتلويحه بعصا العقوبات الدولية. لكن والأمر حدث بتلك الصورة ومشى بتلك السلاسة ولم تظهر بعد شيء من بوادر الاعتراض والامتعاض، من بعض القادة العسكريين، فإننا الآن يحق لنا أن نتساءل هل سيذهب اليمنيون إلى مؤتمر الحوار الوطني وسيرضون بمقرراته ومخرجاته، أم إن هناك من سيعرقل الحوار بهكذا مشكلة يفتعلها أو شروطاً يمليها، وبذلك يظل اليمنيون يراوحون مكانهم ولم يخرجوا من عقدة الماضي وينطلقوا صوب المستقبل المنشود والغد المرتقب. رابط المقال على الفيس بوك