لماذا تضيق نفوس وعقول بعض المسؤولين بالنقد؟ هل لأنّ النقد أقل حظاً من أن يرتقي لمكانة وهمهم بأنفسهم؟ أم لأنّ السلطة في نظرهم مغنم لا ينبغي المساس بزجاجيته البالغة الشفافية!. ولا إشكال بنظري فيمن يضيق بالنقد منهم وهو لا يدّعي التُقى والصلاح.. ولا يتحدث عن معاناة الوطن كحاملٍ لها.. فنحن كفلاء بالوعي به والحذر منه.. وإنما يقبع الإشكال والأسى في المسؤولين الذين أرهقوا منابر المجتمع صراخاً وعويلاً وتذمراً من واقعٍ بائس.. حتى إذا ما تسنمّوا لجام القيادة تحولوا إلى أصنامٍ جوفاء، لا همّ لها سوى حشد الشارع للركوع أمام ما يصدر عنهم من أقوالٍ وأفعالٍ لا ترقى لأيّة مرتبةٍ إنسانية يُعوّل عليها في إضافة عملٍ إيجابيّ لهذا الوطن. لهذا ينبغي على كل من يصل للسلطة أن يجعل من حدس انتباهه ضميراً يراعي به حقيقة وجوده بذلك المكان الذي يتربع عليه.. ويجب على كل من أفنى ماضيه في الحديث عن قضايا البسطاء تزلفاً لمصلحةٍ باهتة.. أن يستعيد وعيه الإنسانيّ ويعمل على خدمة المجتمع الذي أوصله حيث يهوى.. وأن يمضي باتجاه تحقيق آمال وأحلام المواطن الذي اشرأب عنقه يوماً وهو يهتف بحياة من يدهس نبضه الآن. رابط المقال على الفيس بوك