ونحن على أعتاب عام جديد نقول: إن مقاليد العزّ ومفاتيح النصر بين أيدينا نلمسها من خلالِ قوله تعالى «يَأيُّها الّذين آمَنُوا إنْ تَنصُروا الله ينصُركُم ويُثّبّت أقدامَكُم» سورة محمد : حقاً إنها بشرياتُ النصر تنبعث من رحم الثورات والأزمات، فالنصر لدين الله ولعباده ممن دانوا بدينه رُفعت على ذلك الأقلام وجُفّت الصحف ولا تبديل لخلق الله “ كَتبَ اللهُ لأَغلبنّ أنا ورُسُلي إنّ الله قَويٌّ عزيزٌ» سورة المجادلة آية :21 وإذا كتب الله فمن يمحو؟ وإذا قدّر الله فمن يرد قدره ؟ وما انتعاشة الطغاة إلاّ حركة المصروع حين تذبحه بسكّين الحق فلا يجد إلاّ التمرّغ والتّمعّك والتقلّب يرفع صوته لتكون آخر صيحاته وبعدها يتغلّب ويذهب غيرَ مأسوف عليه، لكنّ عمر الأمم والأديان لا يقاس بالشّهور والأيام وإنّما بالسنوات والأعوام وهّذا تدبّيرُ الله القائل في محكم آياته : « أَمْ حسِبتُم أَنْ تَدْخُلُوا الجنّة ولَمّا يأْتِكُم مَثَلُ الّذين خَلَوا من قبلكُم مّسَّتهُمُ البأساءُ والضّرّاءُ وزُلزِلُوا حتّى يقُولَ الرّسولُ والّذين آمنوا معَهُ مَتَى نَصرُ الله ألاَ إنّ نصرَ الله قريبٌ » البقرة آية 214، إنّه قريبٌ قربَ البحر من الساحل بل قربَ العين من أختها يلمحُه كلُّ مؤمن ببصيرته فلا عجلة ولا استعجال ولا يأس ولا قنوط، إنّما هي أقدارُ الله ، وأقدارُ اللّه غلاّبة ! ومن توّلّى الله فلا غالب له ، فلدينِ الله من في السماء ، ولعبادِ الله من في السماء ، ولكتابِ الله من في السماء ، ومن في السماء هو الله وما كان ربّكَ نسيّا ! إنّه أّذى وعذاب ٌ بأيد نجسة ، لكنّه ثباتٌ وثقةٌ ويقينٌ ودفعٌ إلى الإيمان ، وكلّما زاد تعذيبُ الطّغاة لنا زدنا يقيناً وثباتاً على الحق ! إنّ طريق الابتلاء لهو طريق الأنبياء ، فما من تمكين إلاّ بعد صبر على البلاء والنّصرُ مع الصبر ولا يقوى على الثّبات والصّبر إلاّ صاحب الإيمان وحده ، فإنّ الإيمان صخرةٌ قويَة تتحطّمُ عليها أمواج المغريات والفتن والإحن والمحن. وختاماَ / نجأرُ إلى الله بالدعاء ونقول : اللهم “إنّا مظلومون فانتصر” انقطع الرّجاااااء إلاّ منك ، اللهم انصر الشعوب المؤمنة المستضعفة على الطغاة الظلمة الفجرة ، اللهم ارزقنا خدمة المجاهدين في سبيلك نصرةً لدينك ، وثبتنا إذا امتحنتنا ، ومُنّ علينا بالشهادة في سبيلك وألحقنا بالصالحين إنّك نعم المولى ونعمَ النصير. للتأمل : تسبيحةٌ في فضاءِ اللهِ تبتهلُ وجذوةٌ في سماءِ الحقِّ تشتعلُ وصرخةٌ يرويها المدى صُعُداً تقضُّ مضجعَ مَن غالوا ومن قتلوا وغادرتنا شموسُ الحبِّ ذاتَ ضحىً وحَام فوق حمانا الحادثُ الجلَلُ فإنَّ خلفَ المدى فجراً وقد بدأت بشرياتُ النّصرِ في عينيهِ تكتملُ [email protected]