كان القذافي النموذج الصارخ لطغاة العصر، يصرخ بكل صلف في وجه شعبه بأنهم عبارة عن جرذان وهو وصف يعبر عن احتقار وحقد على الشعب بما يعني سأدوسكم بقدمي وطيراني وصواريخي التي أعددتها لمثل هذا اليوم، وهنا يكون الطغاة مخدرين بالقوة والمنافقين، يعتبرون أنفسهم ببساطة هم الشعب ولهذا يذبحون الآلاف بل عشرات الآلاف ومازالوا يرددون اسم الشعب والدفاع عن الشعب ...كل الطغاة وعشاق السلطة تخديراتهم واحدة.. الغرور والاعتقاد بأن الشعب معهم بل وهم الشعب وأنهم على الأقل يملكونه.. ومن نصح أو انتقد فهو عميل حاقد على الشعب حاسد للشعب (الحاكم).. قبل يومين خرج نوري المالكي في العراق ليتحدث عن الحشود الكبيرة المطالبة برحيله بأنها عبارة عن (فقاعة) ولاتدري لماذا يتبادر الى الطغاة ألفاظ من هذا النوع الاستخفافي فقاعة جرذان شرذمة صغيرة لاوزن لهم. المالكي لم يستطع إخفاء هلعه من (الفقاعات) وهو يتحدث .. بعدها خرج الرئيس بشار الأسد قبل أمس تحديداً ليكرر لفظ المالكي أستاذه وحليفه عن الثورة السورية بأنها تأثير من الخارج بسبب الربيع العربي وأن هذا الربيع عبارة عن (فقاعة صابون)... الأسد زاد لفظ (صابون) وذلك فارق الدماء التي تسيل كل يوم وفارق الحصار الذي يضربه الجيش الحر على كل المدن السورية ومنها العاصمة والمطار الدولي , وكان خطاب الأسد مثل خطاب القذافي ومن سبقوه من الحكام الساقطين كأن لاشيء هنا وهو عادة ما يكون خطاب ما قبل السقوط، إنه علامة على مدى الإيغال في خمر السلطة وسكرة المنافقين من حوله الذين يصفقون له حتى يدوخ من السكر، بينما حمامات الدم خارج القاعة (الشعب) تسيل بغزارة في كل قرية وحارة.. يتحدث عن انتخابات واستفتاء وكأنه باقٍ بل هو لا غيره من سيدير الخروج من الأزمة بينما هو الازمة والكارثة ... لا أحد يفسر هذه التصرفات سوى أن لله في أمره شؤون وأن الله لا يصلح عمل المفسدين وأن خمر السلطة مهلكة ويزيد هذه السكرة وجود جلساء صغار أصحاب نفوس رخيصة يطبلون لكل حركة وكل سقطة وكل خطأ وخطيئة لهذا الحاكم أو هذا المسؤول...ولاينجو من هذه السكرة والمهلكة وبطانة السوء إلا الحكماء والموفقون وهم قلة نادرة مثل الأحجار الكريمة يسهرون على مصالح الناس ويتحسسون النصيحة والنقد ويتعوذون من الشيطان الرجيم وبطانة السوء وغربان الخراب صباح مساء. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك