في مثل هذه الأيام خرج مئات من الطلاب أو عشرات بالأصح في جامعة صنعاء يهتفون بإسقاط النظام كانوا نواة للزلزال القادم الذي انفجر بعدها هؤلاء الشباب الذين كان لهم فضل السبق في رفع شعار إسقاط النظام، حينها بلا شك كانوا متأثرين بثورة تونس بل قل زادت من سقفهم واقنعت العالم أن لاشيء مستحيل أمام الشعوب عندما تريد،فخرجوا ليتحولوا بعد ساعات إلى مطاردين في الشوارع لا حول لهم ولا سلاح إلا صوتهم المرتفع بشعار ارحل ..الشعب يريد إسقاط النظام.كان الكثير يعتبر هذا نوعاً من لعب العيال ولم يدركوا أن (العيال) يكتبون السطور الأولى لتاريخ جديد وكانت الثائرة (توكل كرمان) تدق بقوة هي وزميلاتها وزملاؤها ليقولوا إن الله يضع قوته في أضعف خلقه وان الضعف والقوة ليست مظاهر وإنما إرادات وان الفعل اليوم للصوت الذي سيقهر المدفع والصاروخ... وبعدها يعلم الجميع كيف تدحرجت كرة الشعب الضعيفة لتتحول الى بركان اقتلع كل الأشجار الخبيثة وأوجد معطيات جديدة في الميدان جعل الجميع يلعبون على قواعدها وأساسها، لقد وضعوا قواعد لعب جديد قام على أساس إرادة الشعب وجعلوا الخارج والداخل يلعب على أساسها ويتدرب عليها ويحاول أن يتعلم كيف يتملق الثورة وكيف يلتف عليها أيضاً ويحجمها أويروضها .. أعداء وخصوم الثورة راهنوا على الوقت حتى يدب اليأس إلى قلوب الثائرين والى عامل آخر وهو إدخال الفرقة بين الثوار لإضعافهم .... من الضروري بمكان أن نعرف أن التغلب على إحباط الوقت عامل جوهري للانتصار الحقيقي وتحقيق الأهداف، لقد أدهش اندلاع الثورة العالم ..الخصوم والمحبين معاً ..لكن المهم أكثر هو القدرة على الاستمرار ..إن استمرار الساحات تراقب وتثور إلى اليوم أمر مدهش حقاً بعد ماراهن أكثر المتشائمين منهم بأنها لن تصمد أكثر من شهر.. حتى التماسك كان عظيماً رغم الاختراقات الكثيرة لكنها لم تصب جسم الثورة الذي مازال قائماً قوياً بشارعه وساحاته وشبابه وأحزابه وشخصياته الوطنية بمشروع التغيير نحو أهداف واضحة, ضد الفردية والشخصانية والعائلية والسلالية, لبناء دولة الشعب وترسيخ تداول سلمي للسلطة بقواعد عادلة وتوزيع عادل للثروة ومعاقبة الفاسدين وطرد الفساد .... الثورة قبل أن تكون اندلاع بركان فهي صبر أيضاً.. نعم الثورة صبر على استمرار الفعل الثوري حتى يتحول الى ثقافة وطبع يبني ويحمي قيم الحرية والإيثار والايجابية وجاهزية التمرد الايجابي .. كل ما يحتاج الأمر أن لا ننسى ولا نجامل أو نحابي على حساب قيم الثورة والحرية وكرامة الوطن .... على الجميع أن يعرف أن كرامة الفرد وحق الفرد بعيد عن كرامة وحق الشعب إنما هي وهم صورة من صور العبودية والتسول ...فالكرامة والحرية والحق الشخصي ليس لها الا بوابة واحدة هي كرامة الشعب وصيانة الحق العام وما سواها كلها طرق تؤدي الى المذلة والضياع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك