أصبح الفيس بوك بيئة مناسبة لإثارة القضايا وإدارة المعارك الكلامية وترتيبات الهجوم والدفاع عبر التلفيق ونشر الأكاذيب وكل طرف يقدس كذبه لانه يخدم قضية عظيمه من وجهة نظره . ومع قليل من التأمل تجد أن هناك من تخصص في إثارة القضايا ليستغل حماس فئة ما في نشر شيء هزيل من كل النواحي في أغلب الأحيان ..فتجد من يسب فلان لأنه على خلاف شخصي معه او يلفق له كلاماً معيناً أو يضخم فعلاً ما عبر أكاذيب ترتبط بحادثة حقيقية. وكل هذا من أجل (شهرة أو مكاسب مادية أو إنتشار مطبوعة ما.. أو التغطية على حقيقة انتشرت ووجدت صدى لدى الناس). و كي يصبح لخلافة قاعدة شعبية يربطه بمعايير لها وقع عاطفي لدى الجمهور.. فتجد التناقل السريع للموضوع كالبرق وعبارات الحماس والصراخ واين أنتم يا أهل اليمن ..أين الكرامة أين العزة أين الغيرة لدين الله ..أين الرجال ..إنها كارثة !!... وهكذا أصبح للموضوع قاعدة جماهيرية تعاني من الفراغ الفكري والذهني وأصبح لمثيرها شهرة ليطفوا على السطح على حساب الجماهير الغافلة ..دون اي سبب سوى الإستغلال لفراغ الآخرين وحماسهم الصادق . نصل لقاعدة كالتالي (مشاريع شخصية مادية سياسية لا علاقة لها بالمعاني (الدينية - الإنسانية) التي ارتبطت بها ..ويقع دائماً فيها المتحمسون كالفراشات التي تهوى الضوء وتتجه نحوه بلا تفكير لتحترق به !) الدين أهم المعايير التي يستخدمها المستغلون ومنها يتم تمرير خطاب الشحن الطائفي بإسم الدفاع عن العقيدة والشريعة والمباديء الإسلامية.. وهو في الأخير تهييج للناس وإستغلال لمشاعرهم وعواطفهم المحبة للدين من أجل مهاجمة طرف سياسي ما أو أسماء صحفية أو كيانات إجتماعية لأنها لا تتفق مع المشروع السياسي للمستغل . ورغم تشابه النتائج ووضوح الصورة لدى المتلقي ولكن الشعور بالحماس يخرج الناس من فراغهم الفكري الذي جعلهم هامشيين في كل شيء، لهذا يجدون لهم اهمية خاصة حين يتلقون عبارات شديدة اللهجة من الطرف الآخر.. فيشعر أنه مؤثر وقوي وهو لا يدري أنه مجرد أداه في مخطط الآخرين ..فهو في النهاية بلا خطة ولا هدف سوى إرضاء فراغه الداخلي. لابد من رفع الوعي عبر إشغال الناس بقضايا البناء الذاتي والقراءة المتواصلة في المباديء الأساسية للدين والسياسة والفن ..ليجد الناس أساس من خلاله يحكمون بوعي و وضوح رؤية على القضايا المحيطة بهم .. وأقل نتيجة سنصل لها البحث عن مصلحتي كمواطن بعيداً عن إنتهازية السياسيين والصحفيين والكتّاب وحتى لا أكون جزءاً من مخططهم دون علم. كذلك الإهتمام بالمسرح والسينما والرياضة ..ليجد الناس أنفسهم في جوانب تنبض بالحياة تتنوع منها أحاديثهم وطرق تفكيرهم تستنفذ حماسهم وتقضي على التوتر الذي يسببه الفراغ وعدم المعرفة والإحساس بعدم التأثير . حينها لو وصلنا لوعي عام مرتفع سيكتب الصحفي لمتلق عاقل ومدرك، وسيعمل السياسي على أن يكون مقنعاً اكثر عبر برنامج يرضي مجتمع يعرف ماذا يريد وماهي مصلحته ويدافع عنها عبر هجومه على كل مسيء لمستقبله.. وسيصبح الأشخاص المشهورين مجرد جزء عادي من هذا المجتمع نستمتع بالقراءة لهم ومشاهدتهم ونحترم وندافع عن القيمة التي يقدمونها ولسنا جيش أعمى للدفاع عنهم ....وستصبح خلافاتنا هادئه تدار بنقاشات عاقلة تبحث عن الحقيقة فقط. رابط المقال على الفيس بوك