أصدر المجلس المحلي لمحافظة تعز تحذيراً لعدة أيام لكل المواطنين بعدم رمي القمامة والمخلفات في غير الأماكن المخصصة بموجب قانون النظافة الصادر عام 1999 إلا في أكياس بلاستيكية ملائمة وأن من سيتجاهلون هذا التحذير سيعرضون أنفسهم للعقوبة القانونية المنصوص عليها في القانون المذكور. أعتقد أن المجلس المحلي لم يصدر التحذير إلا وقد ناقش وأقر الآلية التي سيتم بموجبها تنفيذه وإن لم يعلنها، أي الآلية مع التحذير وأنه قد أشرك العقلاء في المدينة والمحافظة بصورة عامة في النقاش الذي توصل إلى رأي موحد ومعه خطباء المساجد ومدراء المدارس والمشافي التي يلاحظ في بعضها أنها لاتعرف أين تضع مخلفات الجراحة والولادة إلا عندما يمر أحد المسؤولين فيها برجليه بجوار برميل القمامة أو خلف الشبك الذي يحد الجوار كما في مستشفى الثورة بتعز من الجهة الشمالية وبالقرب من مركز الرعاية الصحية الأولية. وفي المدارس تتحول ساحاتها وخارج أبوابها الرئيسية إلى أكوام متفرقة من القراطيس وعلب الحلويات البلاستيكية اللماعة والخفيفة جداً وكذلك علب الماء، ولم نسمع عن مبادرات أو فعاليات مدرسية أو نصائح في طابور الصباح تنهى عن رمي المخلفات بكل أنواعها في الصفوف والساحات التي يجتمع فيها الطلاب والطالبات في طابور الصباح وفي الاستراحتين أو للألعاب الرياضية وتطلب أولياء الأمور عبر مجالس الآباء من تلقاء أنفسهم لمناقشة هذه الأمور وتستحدث حصصاً بنصف زمن الحصص الدراسية المقررة لشرح فوائد النظافة وإيجابيات وضع الفوارغ القرطاسية أي الكرتونية والبلاستيكية الشفافة مكانها البعيد عن الفصول، حيث توجد في كل المدارس حاويات مفتوحة للقمامة اتقاء التلوث والحرائق. أما خطباء المساجد ورجال الإعلام من صحافة وتلفزيون وإذاعة فدورهم في التوعوي لابد أن يكون متوازياً ومستمراً وموصلاً للمستجدات العالمية الصحية والبيئية وخاصة في هذه الأيام التي انتشرت فيها حمى الضنك بشكل وبائي أدى إلى إصابة أكثر من خمسين مليون نسمة في أوروبا وحدها، ويعاني سكان بعض الحارات في مدينة تعز كمثل على انتشارها في كل اليمن وبنسبة عشرين إلى ثلاثين بالمائة من الحمى وخاصة الأطفال وكبار السن. وقد تكهن عدد ممن قرأوا تحذير المجلس المحلي بأن الأخ المحافظ رئيس المجلس المحلي والمجلس التنفيذي بالمحافظة قد قرروا اعتبار النظافة من ألفها إلى يائها مسؤولية تضامنية حتى غرس ثقافة دينية اقتداءً برسول الله «صلى الله عليه وسلم» الذي قال: «النظافة من الإيمان» فعمل المسلمون بأمره في كل مكان بما في ذلك الأقطار التي فتحها القادة المسلمون في شمال افريقيا والهند والسند ثم شملت معظم شرق آسيا وكانوا يتناهون عن سوء تصرف ولو كان صغيراً ومحدوداً يرون فيه عدم اقتداء بنبينا الأعظم صلاة الله عليه. أما في هذا الزمن وفي اليمن بالتحديد فثقافة القذارة طغت على سلوكياتنا ولم نتحفظ بأي شيء حتى أمام الأجانب كرمي عصارة القات والشمة السوداء والبيضاء والتمخط باليد اليمنى وفرك المخاط بالراحتين والتلخم إلى الأرض أمام الجميع بما في ذلك الأجانب العاملون والزائرون والسياح.. وأكرر القول بأن خطباء المساجد ومدراء ومديرات المدارس أول من تقع عليهم مسؤولية التوعية، لأن مراقبة المخالفين لقانون النظافة صعبة ما لم يراقب كل مواطن نفسه وأسرته.