النظافة سلوك حضاري، وديننا الإسلامي يحثنا على ذلك، والنظافة من الإيمان، فنظافة أية مدينة إنما تعكس مدى التحضر والرقي لسكانها.ومدينة تعز والتي تعد العاصمة الثقافية للوطن تراهن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة على جعلها مدينة نظيفة وحضارية خالية من كل مايشوّه جمالها.. وشعار«تعز.. مدينة نظيفة وحضارية» لايمكن أن يتحقق دون مشاركة مجتمعية ولذلك لابد أن يكون هناك وعي لدى أفراد المجتمع بأهمية النظافة بحيث تصبح سلوكاً حضارياً لدى الجميع. النظافة في مدينة تعز تمثل تحدياً حقيقياً للسلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بصندوق النظافة والتحسين الذي يتبعه مشروع النظافة خصوصاً في ظل انعدام الوعي لدى المواطن وشحة الامكانات المطلوبة. نظافة المدن بشكل عام مسؤولية جماعية ولاتقع على عواتق عمال النظافة أو المسؤولين عن مكاتب التحسين والنظافة أو المجالس المحلية فقط بل هي مسؤولية مجتمعية فلا بد أن يستشعر الجميع مسؤولياتهم تجاه النظافة العامة للشوارع الرئيسية والفرعية والأحياء والحارات والمباني العامة والخاصة.. فالنظافة تبدأ من داخل المنزل أولاً ومن حوله ثانياً ومن الشارع ثم الحي. الأسبوع الماضي تم الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، والمؤسف أن الفعاليات اقتصرت على احتفالات خطابية وفنية فقط أقيمت في مراكز المحافظات بينما كان يفترض أن تقام عدد من الفعاليات البيئية على مدار أسبوع كامل تشترك فيها المجالس المحلية ومكاتب التحسين والنظافة وصحة البيئة وفروع الهيئة العامة للبيئة ومراكز التوعية البيئية في المحافظات والجامعات ومكاتب الصحة والأوقاف والإرشاد والزراعة والري والمؤسسات والشركات الصناعية العامة والخاصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالبيئة ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، بحيث يتم تنظيم محاضرات توعوية في الجامعات والمدارس والمساجد والمصانع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والخاصة وحملات توعوية متنقلة عبر السيارات وتعليق اليافطات الإرشادية في الساحات العامة وتقاطعات الشوارع وتوزيع الملصقات وإلزام أصحاب المحلات التجارية والمطاعم والبوفيهات بوضع صناديق بلاستيكية خاصة بالقمامة أمام محلاتهم وكذا إلزام سائقي الحافلات الخاصة بنقل الركاب بوضع ملصقات إرشادية داخل الحافلات عن النظافة والحفاظ على البيئة. لابد من خلق وعي مجتمعي بأهمية النظافة والحفاظ على البيئة وغرس قيم النظافة في نفوس النشء والشباب والمجتمع بشكل عام منذ الصغر بحيث يتحول كل فرد إلى مسؤول عن النظافة في محيط سكنه وعمله وفي الشارع العام، كما أنه من الضروري جداً إيجاد شرطة خاصة بالنظافة تتولى مراقبة مدى الالتزام بالنظافة وعدم رمي المخلفات في الشوارع سواء من أصحاب المحلات والمطاعم والبوفيهات أو من أصحاب السيارات والحافلات والمارة وفرض غرامات رمزية على المخالفين تدفع فوراً بواسطة سندات قبض وهذا الإجراء سوف يحد بشكل كبير من مشكلة عدم الاهتمام بالنظافة العامة. هاهو فصل الصيف يقترب منا مما يعني زيادة انتشار البعوض والحشرات الضارة وخصوصاً الناقلة للأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك، وهذا يستدعي قيام الجهات المعنية(الصحة- الأشغال العامة- صحة البيئة- مشروع مكافحة الملاريا- التحسين والنظافة- الهيئة العامة للبيئة ومراكز التوعية البيئية) القيام بمهام التوعية البيئية وتنفيذ حملات شاملة لإزالة كافة البؤر التي تتجمع فيها مياه الأمطار وإيجاد الحلول اللازمة لطفح مجاري الصرف الصحي، كما يجب على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تكثيف برامج التوعية بمخاطر البعوض الناقل للأمراض وكيفية مكافحته وعلى مكاتب الأوقاف والإرشاد توجيه خطباء المساجد بتوعية المواطنين في خطبتي الجمعة بأهمية النظافة وكيفية الوقاية من الأمراض ومكافحة الحشرات الناقلة لوباء الملاريا وحمى الضنك.