أقرّ مجلس النواب في جلسته المنعقدة أمس برئاسة رئيس المجلس يحيى علي الراعي تقرير اللجنة الخاصة التي قامت بزيارة ميدانية إلى محافظة تعز للاطلاع على الوضع الصحي فيما يخص موضوع مرض حمّى الضنك، ووجّه عدداً من التوصيات إلى الحكومة بعد الالتزام بها من قبل الجانب الحكومي. وأكد المجلس من خلال التوصيات الموجهة للحكومة توفير الإمكانيات المادية اللازمة لمكافحة حمّى الضنك في محافظة تعز وتوفير عدد من المرشات والسيارات الحاملة لمضخات الرش الضبابي والمبيدات لتسهيل عمل المكافحة، وكذا توفير عدد ستة أجهزة طبية خاصة بفصل الصفائح الدموية، وستة أجهزة أخرى لفحص "الاليزا" في كل من مستشفى الجمهوري وهيئة مستشفى الثورة العام والمختبر المركزي ومستشفى المظفر والمستشفى العسكري والمستشفى السويدي في تعز. وشدد بالعمل على الحل السريع لمشكلة المياه في مدينة تعز كون الوضع الحالي يعتبر من الأسباب الرئيسية لانتشار المرض، وكذا العمل على إنشاء إدارة في برنامج الملاريا في وزارة الصحة العامة والسكان تسمى "إدارة برنامج مكافحة حمّى الضنك" ترصد لها الإمكانيات المادية الكافية، وتنشأ لها فروع في المحافظات التي يوجد فيها هذا الوباء، والقيام بإجراء دراسات وبحوث في المحافظات التي ينتشر فيها حمّى الضنك، وأن يكون ذلك عبر فريق متخصص من وزارة الصحة العامة والسكان والجهات ذات العلاقة في المكافحة لتحديد الكثافة للبعوض الناقل لهذا المرض والأسباب الرئيسية لانتشاره. وأشار المجلس في توصياته إلى أهمية دعم التثقيف الصحي من خلال التوعية الإعلامية عبر الرسائل المرئية والمقروءة والمسموعة وطبع الملصقات التوعوية الكافية وجعل مادة الصحة المدرسية إجبارية في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وإلزام الجهات ذات العلاقة في كل من مكاتب الصحة والمجالس المحلية وخطباء الجوامع وعقال الحارات بالعمل على نشر التوعية لدى المواطنين وإقناعهم بالتخلص من أي مياه راكدة وخصوصاً تلك الموجودة في الأواني المكشوفة، والتغطية الجيدة لخزانات المياه، والعمل على ردم الحفر الموجودة في الشوارع عن طريق السفلتة، وكذا تغطية الآبار والأحواض المكشوفة، ورش المنازل بالمبيدات الطاردة للبعوض. وشدد على إلزام السلطة المحلية في محافظة تعز بسرعة التخلص من إطارات السيارات الموجودة في مشروع النظافة وتجمعات المهمشين وأينما وجدت. وكان قد أوضح للمجلس محافظ محافظة تعز حمود خالد الصوفي الإجراءات التي اتخذتها السلطة المحلية بالمحافظة لمعالجة هذا المرض والوقاية منه. مشيراً إلى الخلفية العلمية لهذا المرض ومسمياته وعلاقته بالمحافظة والإجراءات الوقائية التي تمت من قبل المجلس المحلي في المحافظة ومن وزارة الصحة العامة والسكان، والمسائل العاجلة المطلوبة للوقاية ومكافحة هذا المرض.. لافتاً في هذا الصدد إلى أهمية تغيير بعض العادات وحماية الناس من البعوض بتغيير بيئة تواجد البعوض الناقل والقضاء عليه. منوهاً إلى تحسين شبكة الإمداد بالمياه النظيفة وإصلاح خزانات المياه في المنازل، والتحكم التام بإغلاقها جيداً، والتخلص من أماكن تجمعات المياه الراكدة والإطارات والأواني المهملة والزجاجات التالفة، وتشجيع الناس على تركيب الشبك على النوافذ والأبواب واستخدام المبيدات المنزلية أو المواد الطاردة للبعوض، والقيام بتثقيف صحي، وتحريك مجتمعي واسع، وضرورة تعزيز التشريعات والقوانين المتصلة بالمجال الصحي بتشديد العقوبات على من يتسبب في وجود البعوض أو البيئة التي تساعد على نموه وانتشاره. كما تحدث في الجلسة وزير الصحة الدكتور عبدالكريم يحيى راصع؛ متطرقاً إلى الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة والسكان من شأن مكافحة البعوض والأمراض والوقاية منها، فيما عقب عدد من أعضاء المجلس على بعض الردود المقدمة من المحافظ ووزير الصحة باتجاه تعزيز الاهتمام والعناية بالأوضاع الصحية والوقاية من مسببات الأمراض والقضاء على البيئة المساعدة لها. وكان المجلس قد استهل جلسته باستعراض محضره السابق ووافق عليه، وسيواصل أعماله صباح اليوم الثلاثاء. حضر الجلسة وزير شئون مجلسي النواب والشورى أحمد محمد الكحلاني، وعدد آخر من المسئولين المختصين في الجهات ذات العلاقة.