عمل مكتب الصحة والسكان بمحافظة تعز استراتيجية خاصة لمكافحة حمى الضنك في عام 2005م بناءً على تقارير التقصي الحشري الصادر عن الفنيين المختصين بوجود وباء حمى الضنك.. صحيفة الجمهورية حصلت على نسخة من الاستراتيجية والسؤال الذي يطرح نفسه هل نفذت هذه الاستراتيجية بعد عام 2005م.. تلك الأعوام التي تفاقمت فيها المشكلة وكان الناس فيها يشكون الإصابة بحمى الضنك وعجز أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية عن استيعاب الحالات المتزايدة وافتقار مختبراتها للمجالس الخاصة بفحص حمى الضنك أم أن هذه الاستراتيجية مرمية في دهاليز مكتب الصحة الذي لم يحرك ساكناً ولم يقم بدوره على الوجه المطلوب في الوقت الذي تشهد فيه مستشفيات المحافظة هذا العام استقبال عدد من حالات الإصابة بحمى الضنك والحميات الأخرى المشتبه بها بين الملاريا وإصابات فيروسية منتشرة بشكل مخيف.. في حين علمت صحيفة الجمهورية أن الأخ محافظ المحافظة وجه مشكوراً الجهات المختصة داخل المحافظة بسرعة التحرك بالرش الضبابي للقضاء على الوباء وتكثيف جهودها للحد من انتشار المرض ومكافحة شاملة للحالات اليرقية من خلال رش الآبار بالمواد التي تعيق تكاثر البعوض في الحياة العذبة لقتل البعوض في أطوره ورغم ذلك مازال انتشار وباء حمى الضنك موجوداً بسبب غياب النظافة والتفجر الدائم للبلاليع في الشوارع الرئيسية والفرعية.. تعرف حمى الضنك دنجي فيفر Dengue Fever بأسماء مختلفة مثل “حمى العظم المكسور” وتنتقل من شخص لآخر عبر أنثى البعوضة المعروفة باسم “الزاعجة المصرية” وهي ترجمة للكلمة اللاتينية “الايدس اجبتاي” وتتميز الزاعجة المصرية بالحركة النهارية باكراً وعشقها للأقمشة والستائر ولا تتكاثر سوى في المياه النظيفة. وقد بدأت حالات حمى الضنك كمشكلة صحية منذ عام 1994م عندما تفشت حالات حمى غير معروفة السبب اتضح بعد ذلك أنها حمى الضنك وربما تكون البداية قبل هذا التاريخ بأعوام وفي الأعوام الأخيرة ازدادت عدد الحالات بشكل ملحوظ سنوياً في موسم الصيف والأمطار والأمور مرشحة للتفاقم خلال الأعوام القادمة مالم تتخذ خطوات جادة. وتمثل حجم المشكلة بناء على تقارير التقصي الحشري منذ عام 2005م وآخر تقرير عن الفنيين المختصين أن نسبة المنازل الإيجابية لتواجد وتوالد البعوض الناقل تفوق النسبة الحرجة حيث وصلت في معظم المناطق إلى أكثر من 50 % وبالنسبة للأواني التي تخزن فيها المياه أيضاً نسبة التواجد للناقل أكثر من النسبة الحرجة. عملية المكافحة تهدف إلى السيطرة على التفشي الحاد للمرض ومنع تفشي الوباء مجدداً. وحماية أفراد المجتمع خاصة الفئات ذات المناعة غير المستقرة مثل الأطفال والحوامل والمرضى من مضاعفات حمى الضنك. مكونات الاستراتيجية 1 مكافحة البعوض الناقل لفيروس حمى الضنك والمعروفة باسم “الزاعجة المصرية” عن طريق : 1.1 تحوير وتغير بيئة توالد البعوض الناقل وتتمثل في: أ تحسين شبكة الإمداد بالمياه النظيفة وإصلاح خزانات المياه في المنازل والتحكم التام بإغلاقها جيداً. ب التخلص من أماكن تجمعات المياه الراكدة والإطارات والأواني المهملة والزجاجات التالفة وغيرها. 2.1 تغير العادات وحماية الناس من البعوض أ) تشجيع الناس على تركيب الشبك على النوافذ والأبواب واستخدام المبيدات المنزلية أو المواد الطاردة للبعوض. ب) التثقيف الصحي وتحريك المجتمع. 3.1 المكافحة البيولوجية، بواسطة الأسماك أو أنواع خاصة من البكتريا 4.1 المكافحة الكيمائية عن طريق استخدام مبيدات خاصة للقضاء على الطور اليرقي ويمكن استخدامها بتركيزات آمنة بالنسبة للبشر مثل التيمفوس بنسبة “1مجم لكل لتر”. استخدام مبيدات الطور البالغ مثل مركبات البيرثرويدات للرش داخل المنازل وخارجها. أو الرش الضبابي باستخدام المالثيون أو الرش بقطيرات المبيد المتناهية الصغر بواسطة السيارات والطائرات الهليكوبتر لاستهداف أسطح المنازل وهبوطات الحمامات والمطابخ” والحارات التي لا تستطيع الوصول إليها السيارات والمناطق الجبلية والوعرة والضيقة. 2 الوسائل التشريعية والقانونية (تجربة الهند بومباي) مثل: 1.2 عقوبات خفيفة أو غرامات محددة على من يثبت وجود يرقات البعوض في خزاناته أو إهمال إغلاق أغطيتها. تنظيم رخص البناء أ ضرورة وجود خزانات أرضية تحت الأرض. ب منع أو ضمان التصريف الجيد للمياه في الهبوط المستخدم في إنشاء الحمامات والمطابخ على السطح العلوي للمنازل. ب إلزام جميع المقاولين باستخدام خزانات مغلقة لأعمالهم وضرورة تجفيفها كل خامس يوم على أكثر تقدير. قوانين للحد من الاحتفاظ العشوائي بالمواد المناسبة لتوالد البعوض مثل: السيارات والإطارات المهملة الأجهزة التالفة والأواني القديمة والزجاجات الفارغة.. وغيرها تثقيف صحي يجب أن يوجد تثقيف صحي وتحريك المجتمع على مستوى المنازل وعلى مستوى المجتمع وعلى المستوى المؤسسي، المستشفيات والمدارس والمكاتب.. الخ.. أيضاً يجب اشراك جميع القطاعات والجمعيات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والمهنية وخطباء المساجد والمدارس في المكافحة الشاملة. المطلوب بصورة عاجلة “من وزارة الصحة وذوي العلاقة”: 1 استمرار الفرق الخاصة بالرش في عملها حتى نهاية موسم الأمطار وتعزيزها بالتكاليف والمبيدات. 2 دعم الفرق الحالية بفرق أخرى بمعدل 5 فرق لكل مديرية أي مطلوب 15 فرقة للثلاث المديريات وتسليحها بكامل الإمكانيات. 3 ثلاث سيارات إضافية للرش مع اعتماداتها وتكاليفها وسائقيها. 4 تكثيف التوعية المجتمعية بتكليف فريق من المركز الوطني للتثقيف الصحي بالوزارة في مدينة تعز. 5 ردم الحفريات المنتشرة بالمدينة نتيجة لأعمال البناء ورفع المخلفات والتخلص من الإطارات المتواجدة في المنازل والأحواش والأحياء والشوارع. 6 إلزام جميع المقاولين بتفريغ خزاناتهم وتجفيفها تماماً أو استخدام المياه كل ثالث يوم على الأقل. 7 التخلص من الإطارات وتجمعات السيارات التالفة “التشليح” المتناثرة والمتجمعة بالمدينة.