لم تكن القوى التقليدية المتدثرة بلبوس الثورة، بحاجة إلى تخريجة جديدة لمزيد من الإمعان في جلد الوطن والدفع به إلى شفا الهاوية..! فقد أثبت هؤلاء وبجدارة أنهم أدوات هدم وتخريب من طراز قديم - جديد، من أجل أن يبنوا كياناتهم الذاتية.. وأثبت هؤلاء أيضاً وبصفاقة أنهم أدوات مطيعة مفضوحة لخدمة جهات خارجية تعمل لمصالحها على حساب اليمن..! لا يحتاج المرء إلى كثير من التمحيص في منابر ووسائل إعلام هذه القوى ليستنتج أن النظام السابق قد دفن وانتهى أمره إلاِّ من بقايا نتوءات تتلاشى تدريجياً وليس ثمة ما يسندها للبقاء والديمومة.. لكن الأمر بالنسبة لهؤلاء هو لابد الآن من هبوب عاصفة على جثَّة ذلك النظام سيء الصيت، لتتبرع جماعات تقليدية بتجديد العزاء والمناحة..! وإن مات النظام السابق الذي ظل يتآمر على الشعب بالتجهيل والترهيب، فإن سيناريو التآمر على الوطن والشعب لايزال حياً وعلى أبطاله استكمال حلقاته.. ولا مفر..! وبالنسبة لهؤلاء، فإن أموال الخارج المتدفقة كالماء بالنسبة للسمكة، لذلك لا يتورعون في ابتكار صيغ جديدة تحت عباءات (ثورية) جديدة للإبقاء على الوطن متخلفاً مهترئاً..! هذا الواقع المزري يستمر ويتواصل دون أن يستثير الاستهجان من قبل قوى الشعب الحية.. الشعب لم يتحرك حتى الآن، ضد هؤلاء لكي يجتثهم بعيداً..! الأخطر من كل هذا أن هذه القوى تتمادى اليوم أكثر من أي وقت مضى للارتماء في أحضان الخارج.. ولم تتردد عن الإفصاح عن علاقتها التآمرية الارتزاقية والتفاخر والاعتزاز بها..! هذا هو الجانب المرئي من هذه المؤامرة والعلاقة المشبوهة جداً، إلاَّ أن الجانب الأبرز هو مساهمة هؤلاء في تخريب الوطن وتعطيل قيام الدولة والإبقاء على اليمن متخلفاً كحديقة نفايات خلفية لغيره..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك