ما فعله الفقيد فيصل بن شملان هو التصدي لكل الأوهام التي أسدلت غشاواتها أجيالاً مديدة على العقل الجمعي الوطني..! وكما فعل «بيكون» في فجر النهضة الإنجليزية، ظهر ما يمكن أن ندعوه «بيكون اليمن» الذي حاول بشجاعة وحكمة أن يحمل معوله ويحطم الأوثان الراسخة لنظام الاستبداد والطغيان والفساد..! بيكون اليمن هو فيصل بن شملان، الذي كان أول سياسي ما بعد عام 1990م يدعو إلى التغيير، وهو من بدأ يحقن الوعي الجمعي بنور جديد من التفكير للخلاص من الأوضاع السائدة.. وأول من رفع شعار (رئيس من أجل اليمن) على عكس النظام حينها الذي اختزل اليمن في شخص الرئيس وظل يسخّر اليمن، الشعب والأرض في خدمة الرئيس وهيلمانه وطغيانه..! كان بن شملان الأكثر جرأة في مواجهة النظام والأشد وضوحاً في مهاجمته وفضح سلبياته وفضائحه، في وقت التزم السياسي الوطني الصمت إما خوفاً من السلطان أو طمعاً في هباته.. وفي كلا الحالين كان الصمت، للأسف، إمعاناً في العبودية وليس فعلاً من أفعال التحررس والاحتجاج..! بينما بن شملان كان واقفاً كالطود، محارباً شامخاً في وجه الاستبداد والفساد.. وبطبيعة الحال أثار خطابه السياسي المنادي بالتغيير غباراً كثيفاً من حوله من قبل أزلام النظام آنذاك وعتاولته وأبواقه التي حاولت أن تشوه الرجل وترميه بالتهم الباطلة، غير أن هذا كله لم يثنه عن مواصلة دعوته من أجل التغيير، ولم يوهن نضاله ضد المتخلفين واللصوص ممن يريدون الإبقاء على الوطن والشعب داخل سجون التخلف وزنازين الاستبداد..! كان بن شملان مفكراً طليعياً ورائداً وطنياً وثورياً، حاول أن يشق طريقاً جديداً للتغيير في ظل صمت مريب واستسلام وإذعان مخزٍ للسياسيين الذين إما ابتاعوا للنظام الفاسد أو خافوا منه..! بن شملان هو القائد الحقيقي لثورة التغيير السلمية الشبابية الشعبية.. وعلينا أن ننظر إليه بهذه الرمزية.. وألاَّ ننساه كقائد وطني ثائر ينبغي على الثورة المنتصرة أن تعطيه مكانته في ضميرها واهتمامها..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك