حديث فخامة الأخ عبد ربه منصور هادي - رئيس الجمهورية- يوم أمس في حفل تأبين الشهيد البطل اللواء سالم قطن والشهيد البطل اللواء عمر بارشيد، بقدر ما جسد أنبل ما يحس به المرء من الوفاء لهذا الشهيد البطل ولكل شهداء الوطن الأماجد، فإنه قد عكس أرفع ما نحس به من وعي بالمسؤولية الوطنية.. وفي مضامينه وثراء دلالاته ومغزاه، عكس استقراءً عميقاً للواقع ونظرة عقلانية، أفصح عن عبقريتها في الإحاطة بالمعطيات الوطنية الجديدة ومتطلبات المرحلة، وما تفرزه من تحديات ومهام جسام ينبغي مواجهتها بفكر متجدد له أثره وفاعليته في تحقيق التلاؤم مع ثورة التغيير وأهدافها السامية. وعندما نستحضر كلمات فخامة الأخ الرئيس، نحس بذلك النفس المتسامي، المتسم بأسلوب فريد أقرب إلى النفوس والعقول! وهو حينما يؤكد على التمسك بالقيم الوطنية النبيلة وقوتها وتصاعدها وتساميها فإن تأكيد فخامته يتبلور في توطين النفوس على حب الوطن والتسامح والتماسك والتآخي بين المواطنين ونبذ العنف والإرهاب ومحاربة ظواهر الهدم والتخريب، وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب التي خسرنا بسببها أفضل أبناء الوطن وعلى رأسهم الشهيدان سالم قطن وعمر بارشيد.. وفي الضفة الأخرى يزيل من الأذهان قيماً هابطة للتفكك والهرطقة والتعصب الأعمى، وأفكار وسلوكيات همجية تنم عن جهل وضحالة وعي، نتيجة الورث المتراكم من التخلف والفوضى الذي ساد في خلال العقود الماضية بسبب غياب الدولة وانعدام العدالة والمساواة وتردي مقومات الأمن والاستقرار.. فالحديث عن ظاهرة الإرهاب ونتائجها الوخيمة، وتداعياتها المدمرة بشرياً ومادياً، يكتسب مشروعيته المحصنة بالصرامة والحسم، من روح الواجب المقدس للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، والآفة الماحقة كنار جهنم إذا ما فتحت أبوابها التهمت كل من تطاله السنة أوارها الملتهب.. وأبشع نتائجها، هي الدمار والخسائر البشرية والمادية والإضرار بالأمن والاستقرار وتعطيل عملية التنمية.. فلا تنمية أو تطور ورخاء للمواطنين بدون أمن واستقرار!! ومن هذه الزاوية فإن كلمة فخامة الأخ الرئيس في حفل التأبين أمس استهدفت حقن الوعي الجمعي بدفقات من النور لتبصير المواطن الذي طالما أحاطت به الأضاليل وعومت وتوهت رؤيته وأفقدته الرشد في تعاطيه مع ظاهرة الإرهاب، وأسدلت غشاواتها على العيون والعقول.. فيما الضمير الوطني والإنساني معني بإدراك القيمة الكبرى للإنسان كثروة وطنية يعد إهدارها في دوامة الإرهاب من المحرمات والأعمال التي لا تغتفر.. هذه الكلمات في مضمونها معطى اجتماعياً يكسب منشطاتنا الاجتماعية فهماً وشعوراً بالواجب تجاه التحديات والمخاطر، وهو ما يتطلب رص الصفوف حول قيادة الوطن العليا للعبور بالسفينة إلى بر الأمان..! [email protected]