اغتالوا الحلم فنبت ألف حلم... سرقوا خيار الناس في التغيير فتصلبت إرادة الجموع لإكمال مسيرة مواجهة الظلم والاستبداد وإيقاف معارك نزيف المال السياسي خدمًة للسلطان. ربما نجحت بلطجية الحاكم في تزييف إرادة المواطنين واغتصاب أصوات المعوزين والمحتاجين.. لكنها لم تكن تعبيراً صادقاً عن سخط الجموع، وبؤس الواقع. لن نتحدث عن الاعتداءات وأساليب الترهيب والترغيب على حساب مشروع التغيير والانتصار لجوعى الوطن. ولكن دعونا نتغنى بانتصارنا الفريد في معركة الشموخ ورفض الخضوع.. دعونا نستقرئ مرحلة التاريخ البهية بهذا اللقاء المشترك الرافض للخضوع والمواجهة لاستبداد نظام أنهك البلاد بنزواته الشخصية. ربما نجحوا في تثبيت الوضع الرديء لكننا لم نخسر شيء بل انتصرنا في كسر حاجز الخوف.. تقدمنا صفوف التغيير، صمدنا في وجه الظلم والاستبداد وسعينا لإنهاء عهد ضمور الوطن وانتكاسته وإعادة شموخه ورخائه من جديد. اغتصبوا صناديق الاقتراع وفوضوا أنفسهم عن الجماهير لاختيار مرشحيهم في عديد محافظات، طردوا اللجان الانتخابية.. سفكوا دماء الأحرار والشرفاء، عبثوا بمضامين العملية الديمقراطية، أعلنوا النتيجة قبل الفرز.. وينشدون شرعية منقوصة للدفاع عن فساد دُفقت جزءاً من أمواله لشراء الذمم وصناعة الوهم. لطخوا أياديهم بدماء عشاق التغيير وأنصار الديمقراطية أمثال: خالد محمد علي، أحمد محمد عبدالجبار، وغيرهم من شهداء الديمقراطية. كسروا يد مغوار حجة مبخوت.. اعتقلوا عدد من مشاعل الحرية.. نشروا رائحة البارود وبرعوا في فنون البلطجة. للتاريخ أن يقف لتسجيل مشهداً آخر غير قبحهم له أن يشمخ بأولئك الشجعان الذين رفعوا شعار:"ليسقط الاستبداد"في وجه حاكم لا يتقبل كلمة "لا" ... لأولئك الذين واجهوا دولةً فاسدةً بلباس حزب فوضوي. للتاريخ أن يفخر بحكاية الرجل الشجاع الذي رفع شعار التغيير وواجه طغيان جاثم على كاهل شعب عقود من الزمن، له اليوم ان يفخر بحكاية رعب الاقتراع من رئاسة محاطة بالخطوط الحمراء، ولم يبالِ بمخاطرها، رجل التضحيات إبن سيئون الحالمة المهندس فيصل بن شملان.. هذا الرجل الشجاع الذي تزعم معركة المواجهة الأولى.. لابن شملان الرجل الهادئ الذي أرعب جبروتهم واستنفر كل طاقتهم لسد كل نوافذ التغيير بصخور غير ديمقراطية. لكل اليمنيين الذين بصموا في صفحات التاريخ بإبهام طموحهم نعم للتغيير.. نعم لبن شملان ألف تحية لكل من واجه ترهيب السلطة وإغراءاتها وصمد في صف المشترك قبل الشموخ وتحايا العظمة لكل من سرقت أصواتهم وزيفت إرادتهم ومن منعوا عن التصويت، واغتصب الحاكم حقهم في الاقتراع. ولكل من ما زالت أصواتهم المدوية محتجزة في مراكز موقوفة من قبل حزب لا يتقبل أن يرى نور التغيير ومشاعل الحرية.. لكل من صادر تعبيرهم شيخ الجعاشن وبقايا مشائخ العدين.. وسلاطين الحاكم في مختلف الوطن.. لكل من استغل فقره جوعه.. بدراهم بخسة يدفعونها خلال سنوات عذابات لاحقة .. لكل هؤلاء جميعاً مسحة مواساة وشمعة أمل بنضال مستمر حتى إزاحة الظلام عن حياة الشعب وعهد صادق بمواصلة المسيرة حتى ننتصر للوطن والمواطن معاً. لم نخسر شيء .. لم ينزع منا سلطان، ولم يعد لدينا ما نحزن عليه. نحن منتصرون لأن مواقفنا الناصعة والصامدة لم تدنس بمال السياسة النجس.. نحن منتصرون لأننا رفعنا شعار كفاية فساد وجاهرنا السلطان بأعظم أنواع الجهاد وقلنا له كلمة صدق مفادها.. لم تعدوا مصدر ثقتنا ولم يعد بمقدورنا إعطائك تصريحاً رسمياً لنهب ثرواتنا وتبديد أموالنا قلناها مدوية (كفاية) وهي صرخة صادقة في وجه سلطان ظالم. حاولنا التغيير وحال الفساد تحقيق أمل الملايين وحلم الأجيال.. ومسختم إرادة الشعب.. لكن المعركة لم تنته واذا كنتم نجحتم في الاستمرار فإننا انتصرنا في كسر حاجز الخوف الذي صنعتموه حولكم.. انتصرنا بوقوفنا في صف الوطن ضد رغبات السلطان. [email protected]