الإرهاب يكاد يكون اليوم قد سيطر على العديد من الأقطار العربية فلم تعد هناك بلد عربي إلا وهو يشكو من الإرهاب، ونشاطاته العنيفة، فالإرهاب يضرب الجزائر، والمغرب “مراكش” منذ سنين والحرب بين الحكومتين، والإرهاب مازالت مشتعلة لم تتوقف، في تونس، كان الباب مغلقاً على الإرهاب حتى بداية الربيع العربي وصعود “حركة النهضة الإسلامية” بقيادة راشد الغنوشي إلى الحكم إذا بالإرهاب يبدأ يضرب في تونس، وهكذا ليبيا الإرهاب يضرب فيها منذ ما يسمى بالثورة الليبية على نظام القذافي، فالثورة هي من قبل جماعات إرهابية تمت مساندتها من قبل حلف الأطلسي حتى سقوط القذافي قتيلاً في عملية تدخل ضمن “جرائم الحرب” وهاهي ليبيا تقع أسيرة العديد من الجماعات المسلحة، كل جماعة تسيطر على جزء من ليبيا، والأمن والاستقرار والسلام مفقود، فالقتال والنزاعات المسلحة بين الجماعات المسلحة وبعضها، وبين الجماعات المسلحة وأنصار القذافي كل يوم تزداد تطوراً واتساعاً.. ولم تسلم حتى السفارة الأمريكية من الجماعات الإرهابية في ليبيا، وأخيراً في تونس، كما أن الجزائر تعاني من الهجمات الإرهابية وآخرها الأسبوع الماضي واستهدفت عدد من الأجانب. إلى الجنوب من هذه المنطقة، وبالتحديد في “مالي” بدأ الإرهاب يضرب في شمال مالي، وقد أدى ذلك إلى تدخل أجنبي حيث بادرت فرنسا إلى التدخل العسكري في مالي لمحاربة الإرهاب الذي استهدف رعاياها.. تماماً كما حصل في الصومال حيث تعرض فرنسيون لخطف إرهابي لتقوم فرنسا بعملية عسكرية لإنقاذ رهائنها وتحريرهم من الخطف الإرهابي، وقد لقيت قوات التدخل الفرنسية مقاومة شرسة من الإرهاب في الصومال. فرنسا تتدخل عسكرياً في الصومال، ومالي ضد الإرهاب، وواشنطن ولندن أعلنتا أنهما تدعمان الحرب ضد الإرهاب في بلاد المغرب العربي دون تدخل عسكري، وهم أي “واشنطن، ولندن، وباريس” من عمل على استصدار قرار من مجلس الأمن لتكوين جبهة عالمية للحرب ضد الإرهاب، والجميع يتعاون مع اليمن في مكافحة الإرهاب، والحرب عليه، وقد تمت العديد من العمليات في شبوة، وأبين، ومأرب، والبيضاء، ضد الجماعات الإرهابية. لكن الغريب أن الثلاث العواصم « واشنطن، ولندن، وباريس» تدعم وتساند، وتؤيد، وتمول، وتسلح الإرهاب في سوريا وتسعى للتدخل عسكرياً في سوريا لنصرة الجماعات الإرهابية!! بل إن واشنطن قد أعلنت “جبهة النصرة” في سوريا جماعة ارهابية تتبع القاعدة، ومع ذلك تعمل سياسياً وإعلامياً ضد سورية، ومع الجماعات المسلحة الآتية من خارج سورية، وتحتج وتشجب قيام الجيش السوري بحماية شعب سورية من الإرهاب.. إنها المواقف المتناقضة، وتخبط السياسة الأمريكية التي لا شك تضر بمصالح الغرب، وبالسلام والأمن العالميين. ربط المقال على الفيس بوك