بعض الشعوب قد ترتضي أن تعيش على هامش التاريخ وتقبل بالرضوخ لأشكال القهر والاستبداد، خانعة مطيعة، لكن شعبنا اليمني لا نظنه كذلك..! ففي المحافظات الجنوبية نهض المواطنون منذ السنوات الأولى للوحدة التي جرب فيها حكم الاستبداد ونظام الطاغية في صنعاء، ورفضوا الانصياع لمشيئة المستبدين الفاسدين، وخاضوا ملاحم نضالية بطولية تبلورت فيما بعد بصيغ مختلفة للحراك الجنوبي السلمي الذي يتواصل اليوم بعطائه الوطني الدافق وتضحياته وصموده المثير للدهشة...! وأثبت شعب الجنوب للعالم أنه سليل سيادة وريادة وحرية وكرامة.. وأنه سيد نفسه وسيد قراره، لا يستطيع أن يتملك مصيره فرد, ولا يحدد مساره حزب أو تتحكم بأمره أسرة أو قبيلة أو مشيخة. في الشمال كذلك اندلعت ثورة شبابية سلمية لاقتلاع الطغاة واجتثاث نظام الاستبداد والتخلف..! فعلاً.. لقد أنجز الشعب في الجنوب وفي الشمال أكثر من نصف الشوط، ويبقى أن يضع الجميع أيديهم في بعضها لإنجاز ما تبقى من المهام الوطنية النضالية الحوارية الديمقراطية لخدمة المصالح المشتركة للشعب اليمني في الجنوب والشمال..! يبقى أن تنصهر الإرادة في بوتقة الوحدة الوطنية.. لكن على جزء كبير من شعبنا أن يتخلى عن شرنقة الولاء والطاعة العمياء، وأن يتحرر من العبودية القبلية والدينية..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك