أتمنى من الوفد اليمني المشارك في اجتماعات قمة الدول الإسلامية التي ستنعقد في القاهرة غداً أن تتضمن كلمته إشارات واضحة إلى تلك الدول التي تحاول وباستمرار تعطيل مسار التسوية في اليمن ومنها دول إسلامية تشارك في هذه القمة، فضلاً عن الدعوة المباشرة إلى هذه الدول التي تجمع بين شعوبها أواصر الأخوّة والعقيدة الواحدة بأن تواصل دعمها ومساندتها لمسارات التسوية السياسية لإخراج اليمن من أسر تداعيات الأزمة التي عصفت بها منذ العام 2011 م. كما وأتمنى على هذه القمة بأن تقف صفاً واحداً في وجه تلك الدول الإسلامية الضالعة في مخطط لاستهداف أمن واستقرار ووحدة اليمن ومحاولاتها الدؤوبة لتعطيل الجهود الأممية لإنجاز التسوية السياسية التي يتطلع إليها أبناء اليمن بكل لهفة وأمل، والإشارة بوضوح في ختام مداولات القمة إلى هذه القوى وإدانتها جراء هذا التدخل، خاصة مع تزايد حملات تمويل وتهريب شحنات الأسلحة إلى الداخل اليمني بهدف تخريب الوطن وزجه في أتون صراعات مذهبية ومناطقية لا تحمد عقباها.
إن أمنياتي كذلك على القمة الإسلامية لا تقتصر عند تلك المطالب البسيطة التي تكفل عدم تدخل أية أطراف في شؤون اليمن الداخلية ، بل أتمنى أيضاً موقفاً حازماً تجاه تلك الدول والقوى التي تحاول أن تعطل مسار التسوية وخلط أوراق اللعبة في محاولة لإدخال اليمن في متاهات الاحتراب لحسابات إقليمية باتت واضحة في دوافعها المذهبية وسعيها المحموم لتصدير مشاكلها الداخلية إلى الخارج، كما هي الحالة الإيرانية التي باتت لا تتورع عن التدخل في الشأن اليمني كما دللت على ذلك الشواهد، ومنها ما كان قد كشف عنه الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في محاضرة له بإحدى الجامعات الأمريكية خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة عن حجم وطبيعة وخفايا هذا التدخل الإيراني، إضافة إلى التقارير الاستخباراتية التي نشرت أجزاء منها في بعض وسائل الأعلام الأجنبية.. وهاهي الباخرة التي تم ضبطها مؤخراً قبالة الشواطئ اليمنية وعلى متنها كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر وصواريخ متطورة التي تم إخفاؤها بإحكام تجعل من الصعوبة بمكان اكتشافها.
وما ينطبق على شحنات الأسلحة الإيرانية كذلك ينطبق الحال على تلك التي – تردد – بأنها قادمة من تركيا وتم ضبطها في ميناء عدن، حيث يتطلب من الجهات الرسمية الإعلان عن التفاصيل المرتبطة بهذه الشحنات القادمة من هذين البلدين الإسلاميين، سواءً من حيث تعرية الشخصيات التي تقف وراء هذه الصفقات وإماطة اللثام عن مراميها الدفينة أو من خلال فك رموز وعلاقة هذا التزامن والتسابق المحموم لإرسال هذه الأسلحة إلى اليمن؟ وعمّا إذا كان ثمة توجه خفياً لتصدير خلافات هاتين القوتين المذهبية إلى اليمن..؟ وتساؤلات عديدة المطلوب من الأجهزة المعنية سرعة الإجابة عليها ولما يعيد الطمأنينة إلى النفوس القلقة ويهدئ من خفقان القلوب الوجلة، وذلك على الرغم من تلك الجهود التي بذلتها القوات الأمنية في كشف وإحباط محاولات تهريب هذه الأسلحة إلى الداخل قد حظيت بارتياح وتقدير قطاعات واسعة من أبناء الشعب.. وهم يتطلعون في المستقبل إلى أكثر من ذلك. رابط المقال على الفيس بوك