أحداث تتوالى وجرائم تتكرر ووقائع ليس لها آخر ولا حد لها أو نهاية ، حسب ما تنبئ عنها المؤشرات حتى الآن ، ذلك لأن أطراف الصراع السياسي المتقاسمين للسلطة الوفاقية غير مدركين لماهية الوفاق والاتفاق في العمل السياسي ، فكل منهما يرمي بمسئولية كل حدث أو جريمة على الآخر بهدف تشويه السمعة وإضعافه وكسب الموقف لصالحه ، وبذلك تضيع الحقيقة وتعطي ستاراً لأولئك الإرهابيين والسفاحين القتلة مجالا لارتكاب جرائمهم وأعمالهم التخريبية تحت ستار الاتهامات المتبادلة بين فرقاء السلطة .. فطوال أكثر من عام كامل لم يلمس المواطنين أي وفاق ، فما يشاهد ويلمس هو (طبن) بين ضرتين ، كل تكيد للأخرى والبلاد تتحمل شر أعمالهما ونتائج تصرفاتهما ، والمستفيد من كل ذلك هم أعداء الوطن وكل القوى التي لا تريد للوحدة اليمنية بقاء أو استمرار ولا الأمن أو الأمان ، ولذلك لا يمر يوم إلا ونسمع عن كارثة أو جريمة أو حدث مأساوي وضحايا بالعشرات إن لم يكن بالمئات ، وأطراف السلطة الوفاقية لا هم لهم إلا الإسراع بإلصاق التهم كل على الآخر وكأن هذا كل مرامهم وغايتهم .. وكم من أحداث مأساوية وجرائم بشعة ارتكبت بحق الوطن والمواطنين وبدلاً من أن يكون هم السلطة بأجهزتها الأمنية والقضائية سرعة البحث والتحري والقبض على الجناة وتعريتهم ومن يدعمهم ويمولهم نجدهم قد اكتفوا بتحديد المتسببين ومشيرين كل لشريكه في السلطة وكفاهم الله شر المسئولية وتحملها ، بينما الشعب في هذا الشأن ( كالأطرش في الزفة) مغيب عن الحقيقة ، ولا أدل على ذلك أن الحكومة حتى الآن لم تكشف الستار عن أية قضية أو جريمة أو حدث ولم نسمع عن أية محاكمة لأي شخص متهم بجريمة من كل الجرائم السابقة واللاحقة إلا لجلسة أو جلستين ثم يكون الصمت لا يعلم سره إلا الله فكم من جرائم حصلت منذ بداية ثورة الشباب التغييرية وكلما قلنا هذه ستكون الأخيرة نفاجأ بأخرى أشد وأقوى ولا نسمع إلا جعجعة ولا نرى طحناً ، فإلى الآن لم تقل لنا الحكومة شيئاً عن نتائج التحقيقات في جريمة جمعة الكرامة ولا عن حريق ساحة الحرية بتعز ولا عن حادث جامع النهدين ومجزرة ميدان السبعين وكلية الشرطة وغيرها من الجرائم والأحداث في عديد من المحافظات والمناطق اليمنية ، لأنها ليست متفرغة لذلك أو ليست مهتمة أو ليس من مصلحتها معرفة الحقيقة ، لأنه لو كان هناك اهتمام فعلي وجاد لتحلحلت كل حادثة وكل جريمة أولاً بأول ولعرف الجناة وعرفت الجهات الداعمة لهم .. فما نحن فيه يدلل أن طرفا الحكومة حقيقة وفعلا غير بعيدين أو بريئين عن كلما حدث ويحدث إما بالفعل المباشر أو بالدعم والتشجيع وإلا لما ظلت الأمور خبط عشواء لا ندري ولا نعلم من أين ستأتينا الضربة الجديدة فما دام مسئولينا مشغولين بمماحكة بعضهم البعض وبالمكايدة والمناكفة فسنظل على وضع الخوف لأن حكومة الوفاق لا تحزم أمرها فتسرع بالبت في كل القضايا والتحقيقات أولاً بأول والإحالة للقضاء ليقول حكم الله في كل من تثبت عليه تهمة في أية جريمة من تلك الجرائم الشنعاء وبذلك ستخف الجرائم والأحداث المأساوية تدريجياً وتضمحل خصوصاً إذا صدرت أحكام قضائية رادعة عملا بحكم الله فيمن يحاربون الله ورسوله ويخيفون الناس بالباطل بحيث تجعل من أولئك الجناة عبرة لمن يعتبر فلن يحدث التماثل وتخف الجريمة .. أما شغل (الطباين) فلن يكون به لا حل ولا استقرار أو أمان، فارحمونا يا حكومة الوفاق وافهموا واستوعبوا ما جاء في خطاب الأخ رئيس الجمهورية عبده منصور هادي الموجه لكم عند اجتماعه بكم أخيراً فقد وجهكم بأن تكونوا كلكم كتلة واحدة لخدمة الوطن ولا تسمحوا لأحد أن يوجهكم أو يملي عليكم أوامره ورغباته ، لأنكم منذ دخلتم الوزارة ضمن حكومة الوفاق لا بد أن تكونوا كلكم في خدمة الشعب والوطن ، ولو حدث ذلك لأصبح الوضع إلى خير والبلاد في أمن واستقرار ، فلا تجعلوا الرئيس هادي يغرد مع الوطن لوحده هداكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم فنحن في انتظار الفرج .. مصلحة لشئون المثقفين !! أن يطمئن الرئيس عبد منصور هادي على صحة العلامة محمد المنصور وأن يوجه بمعالجته في الخارج هي بادرة طيبة أتمني أن يكون الدكتور المناضل عبده عثمان قد حضي بنفس الاهتمام الذي حضي به المنصور ، ذلك لأن الدكتور عثمان من الرجال الشرفاء والعلماء والمثقفين الكبار فهو علم من أعلام الفكر والثقافة في بلادنا وجدير بكل اهتمام ، أتمنى مخلصاً أن يكون التنويه الذي كتبته الأستاذة أروى عثمان عبر صحيفة الجمهورية الغراء عن الدكتور عثمان قد قرئ وتم استيعابه وأثار اهتمام المسئولين في أعلى سلطة في الدولة تقديراً لرجل علم تخرج على يديه العديد من الطلاب والأساتذة في جامعة صنعاء وله على البلاد دين يجب أن نوفيه له حتى لا يقال ذهب الوفاء من الناس .. وحتى لا يكون وضعه كوضع من سبقوه من رجالات الفكر والأدب والثقافة كأمثال الأستاذ المرحوم صالح الدحان شيخ الصحافيين وكبيرهم الذي ظل ملفه الطبي يلف ويدور بين أروقة رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء حتى توفاه الله دون أن يلقى الاهتمام سوى بزيارة رئيس الوزراء لرفع العتب ليس ألا، وكذلك الحال في وضع المناضل الثائر عثمان أبو ماهر ذلك الرجل الذي شارك في ثورة 26سبتمبر وشارك في الدفاع عنها بسلاحه لصد أعداء الثورة والمرتزقة حتى انتصرت الثورة ، وظل مدافعا بعد ذلك بالكلمة والقلم حتى وفاته ومع ذلك لم نعلم بمرضه الطويل إلا عند سماعنا لبرقية التعزية في وفاته من كبار مسئولي الدولة .. وهو ما تعودناه غالبا تجاه المثقفين ورجالات الفكر لا تهتم الدولة والجهات المختصة إلا عند وفاتهم ، عند ذلك ترسل وتذاع برقيات التعازي تعدد مناقبهم وخدماتهم للبلاد والثقافة والعلم ، وتلك التعازي هي ( المهر والثمين) أما غير ذلك يعد كثير عليهم ، بينما لو كانوا مشايخ قبائل كبار أو مشايخ (فتوى) كباراً أيضاً لاختلف الوضع والحال حيث ستكون التوجيهات الشديدة بسرعة المعالجة في الداخل أو الخارج مع صرف تكاليف العلاج بكل العملات الصعبة والبسيطة، ولذلك بقدر ما أتمنى لكل رجالات الفكر والثقافة في بلادنا كل الصحة وطول العمر أتجرأ واقترح على الدولة وفي عهد الثورة التغييرية الشبابية ، أن تكون وتنشأ مصلحة لشئون المثقفين تحدد لها ميزانية بكم مليار ، أسوة بمصلحة شئون القبائل .. تكون مهمة تلك المصلحة رعاية المثقفين وشئونهم ، وصحيح أنهم لا يملكون الأسلحة النارية ولا المرافقين إلا أنهم يملكون الأخطر من ذلك ألا وهو القلم الذي يهز عروش ويغرس في عقول العامة والخاصة الوعي والثقافة والتمدن والحضارة وذلك أجدى وأنفع من الذين لا يجيدون سوى الخراب والفود والتقطع والنهب وقطع خطوط الكهرباء وأنابيب النفط والغاز، فالمثقفين ورجال العلم هم الحماة الحقيقيين للوطن ووحدته وتطوره، لذلك فالمال الذي سيخصص لمصلحة المثقفين سيكون مردوده أعم وأشمل لكل البلاد والعباد فهل نحلم ؟ واللهم لا تجعله مجرد حلم يقض] فهم أي المثقفين نور الوطن وعقله وإحساسه ، بينما آخرون هم عالة وبلاء عليه ليس إلا .. رابط المقال على الفيس بوك