نريد حواراً يشمخ به اليمانيون.. ويصون اليمن من كيد الكائدين.. نتحاور ونختلف.. ولكن في نهاية المطاف تبقى مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح والاعتبارات والطموحات والتطلعات مهما كانت نوعية الأسباب أو المسببات.. فليكن حوارنا من اجل اليمن أرضاً وإنساناً ووحدةً.. لا كما يراه بعض المارقين والموتورين ورافعي شعار اليأس والقنوط.. كلنا أبناء أوفياء لهذا الوطن.. تجمعنا أرضه وسماءه وقيمه الروحية والحضارية والثقافية.. اذاً إلام الخلاف والاختلاف؟!.. لا نريد الرجوع إلى المربعات الساخنة.. واطلاق أبواق الشعارات الزائفة.. والدعايات المغرضة.. التي لا تخدم سوى الأعداء والمتربصين بالوطن شراً.. علينا أن ندرك أن الحوار المسؤول الجاد له أهدافه وغاياته.. كما له أدواته وآلياته.. فالحوار هو السبيل الآمن نحو العبور إلى مستقبل زاهر ليمن جديد.. فبالحوار الحضاري الراقي المسؤول نصل إلى التفاهم وتقارب وجهات الاختلاف.. بطريقة متكافئة ومتوازنة.. لا فيها غالب ولا مغلوب.. شريطة أن يكون بعيداً عن الخصومة والتشاحن والتناحر والتعصب الأعمى.. فما علينا إلا أن نتحاور بأسلوب الحكماء.. وحصافة العقلاء.. ورزانة الأدباء دون إقحام المسائل الحزبية أو المذهبية أو الجهوية في قضايا الوطن الكبرى.. ولذلك نحن أمام مسؤولية وطنية عظيمة وجسيمة.. أما أن نرتقي بالوطن والمواطن في أعلى عليين.. وأما أن نحبط بهما إلى أسفل سافلين -لا سمح الله- فالحوار لابد أن يكون بالأسلوب الراقي المتسامي.. دون تجريح لأشخاص أو تقريع لفئات أو جماعات.. لابد أن يسود فيه اللين والمرونة والرفق ودماثة الأخلاق، وحُسن الخطاب والطرح.. بهذا نصل إلى فحوى الحوار ومضمون الهدف.. علينا أن نخلع عباءة انتماءاتنا الأيديولوجية والحزبية والمذهبية والجهوية خارج أسوار المؤتمر.. ونرتدي عباءة الوطنية والمصداقية والولاء الوطني الصادق من أجل اليمن كل اليمن.. ثم نتحاور ونتناقش، ولكن بأسلوب الفلاسفة والحكماء والأدباء!!.. إن اليمن اليوم في أمس الحاجة للكلمة الصادقة.. والقلب النقي التقي.. والفكر النير، والرأي الحصيف.. لإخراج اليمن من عنق الرجاجة.. إن المسؤولية الملقاة علينا جميعاً لجسيمة.. وأن الأعداء والخصوم لكثُر.. ولكن رغم أن السفينة مثقلة بالمحن والأزمات، ومثخنة بالجراح والدماء النازفة.. إلا أن ربانها الماهر وبمساندة كل الخيرين والشرفاء والأوفياء ستصل إلى شاطئ الأمان.. وأن شجرة الحوار الوارفة الظلال ستؤتي ثمارها يانعة بمشيئة الله عز وجل.. لأن الوطن أكبر من همومنا وقضايانا الآنية.. ويكفينا فخراً وشرفاً ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عن اليمن وأهلها الطيبين الأخيار: «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية».. فالكلمة الطيبة أصلها ثابت، وفرعها باسق في السماء.. تؤتي أكلها بإذن ربها.. فأمن اليمن ورقيه وازدهاره في وحدته.. وقوة أرادته.. وتلاحم وتكاتف أبنائه.. ولذلك على الجميع سلطة ومعارضة.. شركاء وفرقاء.. وكافة القوى السياسية والحزبية الوقوف إلى جانب مصلحة الوطن العليا مهما اختلفنا في الرؤى أو الأهداف أو الوسائل.. فالغاية أن نصل جميعاً بسفينة اليمن إلى شاطئ الأمن والأمان.. وكان الله في عون اليمن!!.. رابط المقال على الفيس بوك