لا أخفي أن مشاعري ، كانت مشوبة بألوان شتى .. بل خليط من الشوق والفضول تجاه بلد شقيق يشدني الحماس إلى زيارته في كل مرة ..! وفي مسقط وشوارعها المرصعة بالاسفلت الحديث ، والنظيفة الى درجة تتصورها وكأنها صالة مغلقة جميلة لا تشوهها بقايا رياح ترابية ملوثة ، أو بقايا من مبانٍ أو أكوام “ قمامات “ أو حتى اعقاب سجائر ، وفي هذه الاثناء انتابني إحساس بأنني أقف في مكان طاهر من كل شيء لفرط نظافته .. وكدت أفتح ذراعي امتثالاً لهذا الإحساس الجميل ، بينما صدري يمتلئ بنسائم النهار “العماني“ الشفيق في قلب مسقط الجميلة الهادئة. كنت أعتقد أن مسقط وحدها تمتاز بالنظافة ، وعند خروجنا لزيارة بعض المناطق البعيدة ، شاهدت “ احدهم “ يقوم بعمل النظافة في مساحة خالية من السكان ، لهذا اقتنعت أن الإنسان العماني ينظر الى النظافة كسلوك حضاري ، ويتعامل معها بوعي واهتمام بالبيئة كجزء هام من تكوينه الاجتماعي والجغرافي. مسقط ومدن عمان الاخرى ليست جميلة بالطبيعة فقط ، ولكنها جميلة بالحس الجمالي للإنسان العماني ، وبوعيه بواجبه تجاه وطنه ، وهو الذي حوّل الجبال والصحاري الى واحات خضراء ، ونقشها بأجمل الطرقات والشوارع والبنايات الحديثة والمنسقة في تناغم يتزاوج بسيرورة الحياة التي تنبض بالحركة والعنفوانية .. سألت زميل عماني عن سر هذا التحول في هذا البلد .. فقال باختصار: “إنه النظام .. النظام .. النظام “. سلطنة عمان تتميز في تراثها ، بالقلاع والحصون ، ومنها حصن الحزم بولاية الرستاق ، وقلعة بهلاء ، وسور المنابشة في السويق ، وحصن شناص وحصن النخل وحصن الروضة في المضيبي وبيت اليحمدي في إبراء ، وغيرها ، من المواقع الاثرية ، التي يزورها “173528” زائر سنوياً .. غير ان اهم المتاحف الاثرية هو المتحف العماني بالقرم ومتحف التاريخ الطبيعي والمتحف الوطني بروي والمتحف العماني الفرنسي بمسقط ، ومتحف الطفل بالقرم ، ومتحف قلعة حصار ، وتستقبل هذه المتاحف مئات الآلاف من الزوار سنوياً من مختلف الجنسيات ، وتحتوي على مكتشفات اثرية تعود الى فترة “ 2200 - 2100” قبل الميلاد .. وبالفعل فإذا اردت ان تلامس نبض عمان ، فعليك ان تبدأ بزيارة متاحفها الاثرية، ومن ثم تطلع الى منشآتها الصناعية .. فمن التاريخ والآثار تستشف الأصالة والكبرياء، ومن منجزات الحاضر ومكتسباته تحس بروح الكفاح من اجل البناء والتنمية حيث تسير عملية النهوض الشامل بخطى حثيثة نحو آفاق القرن الحادي والعشرين . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك