يحدث أحياناً بل في كثير من الأحيان أن أتخيل نفسي في برنامج لحظة الحقيقة، وعلى ذلك الكرسي اللعين الخاص بكشف الكذب الذي قد يحولك في ثوان الى إنسان كاذب او يحول كذبتك الى حقيقة والعكس تخرج بعدها فائزاً أو خاسراً لأشياء كثيرة قد تكون مقتنعا بها وقد لا تكون لعبة الصراحة أحجية قريبة لذلك الكرسي لكنها تعتمد على الصدق مع الذات أولاً ، وعلى مقدرتك على التلون والتلبس بما لست عليه لم أفكر في يوم ما أنني قد أجازف والعب هذه العبة لأني لن استطيع أن أقول غير الحقيقة مهما كانت عواقبها لكني فعلتها وجازفت ربما لأني اعرف أن من ألعب معهم لن يجبروني عن الإفصاح بما لا أريد كونهم أقرباء وربما حباً في عدم إحراجي، وربما لأني أعرف أن هناك مساحة كبيرة من النقاء في دواخلهم لايستطيعو أ ن يتخيلوا معها حلاوة أن ترى شخصا عاريا من كل ذلك الزيف الذي كان يرتديه كانت الأسئلة لا بأس بها عرت جزءاً بسيطاً مني لعل السبب أنني سبقت لهم بقولي أتمنى أن لا تغيروا نظرتكم عني لأني لا أريد أن اكذب مهما كلفني الأمر وألحقت بقولي قسما بكل الأشياء المقدسة لدي قبلها كنت قد فكرت أن اكتب يومياتي او مذكراتي لكني لا أريد أن اترك شيئاً او أتغاضى عنه لأي سبب سواء كان ما سأكتبه سيجعل مني أسطورة أو نكره أو سيذهب بي وبمن يعرفني إلى الجحيم، لست بذلك السوء ولست بذلك الطهر والوضوح الذي قد أكتب به كل شيئ وأنا مبتسمة فكل شخص لديه مساحته الخاصة ولونه الأسود وهما الشيئان اللذان سيذهبان معه عند الموت . عاودني السؤال لم لا؟ قرأت سير ذاتيه لا بأس بها وروايات وقصص قد تكون وجوه لكتابها وقد لا تكون، استوقفتني أشياء جرئية ومثيرة للجدل تمنيت حينها ان تكون هذه هي حقيقتهم وأنهم فعلا ما كتبوا ربما هناك الكثير ممن تحدثوا عن أنفسهم كما هي ولم اطلع على كتابتهم ألا أنني هنا اكتب هذا برصيدي القليل من القراءة وبالشيئ الذي ابهرني حينها، فما الضير ان نتحدث عن أنفسنا بتلك الطريقة الواضحة بكل تفاصيلها لماذا الجوانب الخاصه وكل ما يتعلق بالاخلاق هي ما نتوقف عندها ولماذا داخلنا هو أكثر ما نخشى الحديث عنه وإذا أردنا الكتابة عنه نكتفي في أكثر الحالات بالتعبير بقليل من الرمزية والكثير من الغموض، لماذا لا نقوم بسردها كتجارب أخذت وقتها وظروفها وكانت لها أسبابها وعواملها قلت لصديق في يوم ما وأنا أطلب رأيه في احد النصوص: هل تجدني أسأت لنفسي أو لشخص آخر قد يكون معنيا بما كتبت قلت تلك الكلمات والألم يعتصر قلبي لماذا يجب علي قول ذلك كي لا يقال أنني أعاني شيئا أو نقصاً ما ، لكن رده كان شافيا أزاح عني مرارة السؤال قال في الأول والآخر نحن نكتب ذواتنا ساعتها فقط أطلقت العنان لقلمي ليكتب ما يريد عدا المذكرات ولنفس الأسباب المعتادة المجتمع والأهل والعادات والتقاليد يقال إن التاريخ لا يوثق كل شيء ولعل تلك الأحداث التي لم يوثقها التاريخ كان شخوصها يعانون نفس المعاناة التي نعانيها الآن كانوا يتمنون لو يستطيعوا أن يضيفوا شيئاً يذكر الآخرين بهم ولكنه الخوف، قد يقول الكثيرين أن هناك من الأشياء ليس من الضرورة أن نذكرها فهي قد تترك أثراً سيئاً أكثر مما تتوقع .............. وأنني أريد أن أكتب