لم يدرك البعض أن مدرسة التاريخ هي المادة اللازمة لمعرفة الأحداث والظواهر أياً كانت, وأنه لاغنى لأي سياسي عن العودة إلى تجارب التاريخ التي صنعها الإنسان, لأن المعرفة بأحداث الماضي من خلال التاريخ تقود إلى معرفة الحاضر وتمكن السياسي المحنك من القدرة على تحديد البدائل المناسبة لصناعة المستقبل وتحديد معالمه, ومن لم يدرك بأن الماضي مقدمة للحاضر فإنه يجهل الحياة ويجهل غيره من البشر ويقودهم إلى مهاوي الردى. إن الجمهورية اليمنية تمتلك إرثاً فكرياً وثقافياً إنسانياً لايجوز إغفاله أو عدم العودة إليه, ومن يفعل ذلك متعمداً أو غير مدرك فلن يحقق الخير للإنسانية, لأن الجهل لايقود إلا إلى المزيد من الجهل, كما أن محاولة استعداء الشعب اليمني وإثارة مشاعره للنيل من سيادته المطلقة أمر بالغ الحساسية سيحول اليمن الكتلة البشرية الهائلة إلى ثورة غضب تنتصر لسيادة اليمن ووحدته وسلامة إنسانه وأرضه وأمنه واستقراره. إن من لم يعرف قوة وصلابة إرادة الإنسان اليمني فإن عليه قراءة التاريخ قراءة الباحث المدقق الذي ينشد الحقيقة ويعمل على إظهاره, ولذلك فإن الذين يعتمدون على الحاقدين والناقمين والفاشلين في الحياة السياسية ويعتقد أن ماينفثونه من السموم عن اليمن هو حقيقة فإنه بذلك يتعمد الإساءة إلى اليمن أرضاً وإنساناً, ويتعمد جعل نفسه طرفاً في زرع العداوة, الأمر الذي ينعكس سلبياً على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. إن المؤشرات الخطيرة التي تظهر بين الحين والآخر في محاولة التدخل في الشئون اليمنية وتغذية الصراع أمر بالغ الخطورة وقد أثار مشاعر اليمنيين كافة بكل أطيافهم السياسية, لأن محاولة المساس بالسيادة الوطنية دونه الموت الزؤام, كما أن اليمن وأبناءها عندما يقبلون بمساعدة العالم من أجل النهوض بأعباء الحياة لايعني مطلقاً قبولهم بالتدخل في شأنهم الداخلي. إننا في مرحلة الحوار الوطني ويفترض أن يساعدنا العالم على إنجاح الحوار من أجل أمن وسلامة مصالحهم, ثم حقن دماء اليمنيين, ولايجوز السماع لصوت الشر الذي تغذيه بعض الأطراف لإفشال الحوار والدفع باتجاه الفوضى, ولذلك دعوا اليمنيين يتحاورون دون استفزاز مشاعرهم أو التعدي على سيادتهم الوطنية, وهم وحدهم القادرون على تجاوز اختلافاتهم, لأن الحوار منهج حياتهم الدائم للوصول إلى الوئام الاجتماعي الإنساني بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك