لم يكن من المستحيل الوصول إلى حلول للمشاكل الواقعة في الحياة السياسية مهما كانت .. وكنا قد أشرنا إلى ذلك وأكدنا أهمية النوايا الوطنية التي ينبغي أن تتوفر لدى القوى السياسية الوطنية , ولكن رغم الشفافية المطلقة المتبعة في هذا الاتجاه إلا أن البعض مازال يعاني من عقدة الأزمات النفسية التي تعوّد عليها بل ربما رضعها رضاعةً منذ طفولته , وقد اتضح من خلال المتابعة لأطروحات بعض الواهمين الذين ينظِّرون للأحلام العنصرية والعودة إلى الماضي الاتجاه غير السليم الذي يسعى إليه البعض من ذلك النفر - فاقد الأهلية للتخاطب والتحاور مع القوى الوطنية - الذي استهان بالقوى السياسية الوطنية , ولأنه غير مقبول يظهر على الناس من خلال مايطرحه من التنظير ليفتري على العالم الخارجي وأنه قد تحاور مع القوى الخارجية. لا أعتقد أن تقبل بعض القوى السياسية بذلك الطرح الذي ينشر غسيله البعض بأنها تتحاور مع القوى الخارجية ولاتتحاور مع الوطن, ولاتقبل على نفسها ذلك الطرح الذي لايقبله اليمني الأصيل والحر الأمين على الإطلاق. إن مثل ذلك الطرح الذي ينشر غسيله البعض قد استفز مشاعر اليمنيين في كل مكان وأحدث ردود فعل وتساؤلات من قبل المواطنين.. وقالت تلك التساؤلات: لماذا تقبل القوى الوطنية السياسية مثل ذلك الطرح الذي يسيء إلى سمعة الوطن ويقلل من حرية الإنسان اليمني وأصالته وقوة إيمانه بوطنه , ثم هل كان مثل ذلك الطرح في صالح التكتل المعارض؟ أم أن ذلك الطرح كان بهدف الإساءة إلى تلك القوى الوطنية بما قد لايكون صحيحاً من قبل من يتحدثون باسمها وينشرون غسيلها على الملأ لتأجيج الجماهير ليزداد النفور من تلك القوى والاحتماء بالوطن والتخلي عن القوى السياسية التي لاتخدم السيادة الوطنية ومن أجل الوصول إلى إحباط التجربة الديمقراطية والتعددية السياسية ,لأن الذي نظَّر وأقنع وغرَّر بهذه القوى ونشر غسيلها واضح أنه لايؤمن بالديمقراطية أو التعددية السياسية أو الحرية ,وجذوره التاريخية تدل على ذلك ,فلماذا لاتدرك القوى السياسية وبدرجة أساسية القامات الوطنية أن في صفوفها من يعمل على الإساءة إليها وإلى تاريخها ويعمل على إحباط التجربة الديمقراطية ليقضي على أهداف الثورة وتعود الأوضاع إلى ما قبل الثورة حسب أحلام وأوهام الناقمين على الوطن الذين يباهون بأنهم يتحاورون مع القوى الخارجية لإسقاط الكيان اليمني؟. إن على الأحرار الوطنيين في تلك القوى أن يدركوا الأهواء والأحقاد التي يزرعها فيهم من لايؤمنون بالثورة والجمهورية والوحدة , ويتظاهرون بالحرص على تلك القوى لأنهم وجدوا فيها بغيتهم للانتقام من الوطن ,ولكن نقول الوطن يدرك كل ذلك ولن يقبل به بإذن الله.