في وطن ممرغ بالآهات لا بد أن تلمس شروخاً في الخاصرة ، قد تبدو طبيعية وباهتة ولكنها قد تجلب شروخاً أخرى فتتكاثر وتتحد وتمضي للأسفل حد الانهيار. • في شوارعنا مثلا بالإضافة إلى ضيقها وقلة نظافتها يؤذيك ايضا اصطفاف السيارات فيها بكل (زوه) ، حتى الرصيف وعلى جانبيه تصعد السيارات مشكلة طابور عشوائي يضيق الشارع اكثر ، ونتساءل لما تكثر الحوادث ..لما يحدث الزحام ، ويكتمل المشهد بغياب شرطي المرور الذي إن وجدته فسترى وجهه مقلوباً ولسانه بذيئة وان غاب سدوا أيها المارة. • في مؤسساتنا الخدمية التي تتعامل مع المواطنين بسياسة اللف والدوران هي الأخرى مليئة بالشروخ وإلا ماذا نسمي اعلان مؤسسة خدمية تخفيضات مريحة لخدمتها لتجذب المواطنين لشرائها ثم تجعلهم يعضون الأنامل بعدها والسبب سوء الخدمة بعد التخفيضات ، ما فائدة الخدمة وان انخفضت تكاليفها ما دامت تسوء أكثر ، وكأننا شعب نصفه كاذب والنصف الآخر مغفل. • وفي شوارعنا أيضا لا مفر من الحوادث حتى من الحيوانات فجارنا وأثناء رجوعه للمنزل من صلاة الفجر عضه كلب متسكع كان يصول ويجول في الشوارع ، ورجل آخر في حارة أخرى هجم عليه كلب آخر وآخر وأخرى ، هل انعدم الشعور بالأمان حتى من الحيوانات أم إن مكتب تحسين المحافظات او كما نسميه (البلدية) في إجازة طويلة ولذا نسمع كثيرا عن حوادث سببها الكلاب .. ما زلت انتظر مسئولاً يرد على شكواي بأني أسكن خارج تعز كما حدث من قبل ! .. من لم يصدق فليتجول ليلا في شوارع البسطاء والشوارع القريبة من الجبال والوديان أم إن هذه المناطق لا تدخل ضمن المدينة بالتالي ليست ضمن عملهم؟! • أعمق الشروخ هي تلك التي تسمع دويها في عمق النفس البشرية فتصنع حجاباً حاجزاً بين البشر البين فتقل الألفة وتنكسروتكثر المناكفات وتتزايد الضغائن نحن تحت سقف وطن ومدينة وشارع ومنزل واحد ولا بد أن ننقي نفوسنا ونغسلها ونرتبها ونجمّلها كما لو كانت واجهة لطالما نهتم بها لأنها تعكس مدى جمال أرواحنا ، أما ان ندفن جمالاً في شرخ كبير اسمه الأنانية فذلك يعني أن ندفن حياة كانت ستكون بدون انانية أقل تكلفة وأعمق دفئا وأكثر بيئة للنجاح والازدهار لوطن يحبنا أكثر مما نحبه . رابط المقال على الفيس بوك