أعتقد بأن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في ال 18 من مارس الجاري يمثل دلالة عظيمة على مدى التوقيت الذي حدد له في هذا اليوم بقدر ما يؤكد الأهمية الكبيرة التي توليها القيادة السياسية لأولئك الشباب.. الذين كان لهم الدور الكبير في تحريك المياه الراكدة.. وبالتالي كان لها الأثر البالغ في أن تعيد صياغة الواقع وفق متطلبات واحتياجات المرحلة الجديدة للوطن والمجتمع إنطلاقاً من الأوضاع الراهنة التي يشهدها الوطن والتي ينبغي التعاطي معها وفق رؤى موضوعية صحيحة.. من قبل كافة القوى السياسية والاجتماعية والوطنية في الساحة اليمنية باعتبار أن الجميع أمام أعتاب مرحلة جديدة ينبغي استيعابها بكل أبعادها السياسية، والاقتصادية والأمنية وغيرها، في الوقت الحاضر خاصة بعد أن شهد الوطن أحداثاً مؤلمة ومحزنة خلال العام قبل الماضي 2011م، خلافاً عن الأحداث الماضوية.. السابقة ولذلك كان من الضرورة بمكان الوصول إلى نقطة اتفاق وتوافق بين الأطراف المعنية فيما يستوجب القيام به إزاء الأوضاع الجارية في اليمن وهو ما تجلى بالتحضير والتهيئة لهذا المؤتمر.. بهدف إشراك كل المكونات السياسية والاجتماعية في الحوار لكون الوطن أضحى على وشك الانهيار إذا ما قدر الله.. نتيجة لما يعانيه من تصدعات عديدة في جسمه كانت قد علقت به ليس من الآن وإنما من فترة طويلة .. وأمر كهذا هو ما أثر سلباً في نهاية المطاف.. في بنية وحياة المجتمع بشكل عام.. ولم يعد مجدياً السكوت عنها أو ترحيلها لفترات قادمة.. سيما.. وأن هناك قضايا وإشكالات كثيرة.. عالقة في جسم الوطن ولم يتم معالجاتها.. وهو ما يستوجب الوقوف أمامها من قبل المشاركين في المؤتمر بمسئولية كون قضايا كهذه يستلزم من الجميع أن يكونوا عند مستوى المسئولية الوطنية والتاريخية باعتبارها تمثل في حد ذاتها المشكل الأساسي وأبرزها القضية الجنوبية، وقضية صعدة فضلاً عن القضايا الاقتصادية، والأمنية وغيرها وبالتالي فإننا نأمل ..أن يكون الحوار جاداً في معالجة كافة القضايا التي يعانيها الوطن.. أن يكون ملزماً لكل الأطراف من حيث التنفيذ على الواقع.. وبعيداً عن التعصبات الحزبية والقبلية، والعسكرية، لأننا لا نريد أن يكون الحوار من أجل الحوار، وإنما الوقوف أمام مجمل القضايا.. وحلها أولاً بأول.. وكذا عدم ترحيلها كما كان يحدث في السابق مالم ستكون هنا، الطامة الكبرى.. وسوف تعيدنا إلى المربع الأول.. والذي ربما يأكل الأخضر واليابس دون استثناء.. ولذلك نتمنى أن يرتقي المشاركون في الحوار إلى مستوى المسئولية باعتباره فرصة تاريخية ينبغي أخذها بعين الاعتبار ناهيك عن كونها برعاية إقليمية ودولية. وهذا ما يعطي دلالة واضحة على أهمية الحوار كونه يمثل المخرج الوحيد.. لليمنيين وحل قضاياهم جميعاً بحكمة وعقلانية ودون ذلك سيجنون على أنفسهم الخراب والدمار وهذا ما لا نتمناه.. رابط المقال على الفيس بوك