تكررت المحاولات الواحدة تلو الأخرى لاغتيال الوزير الذي جسد معنى مسئوليته, ودلالات هذه المسئولية في الممارسة الوظيفية وعلاقتها بالمصالح العليا للوطن, فكان راعياً حقيقياً لمصالح الوطن في وزارته, فنقب في ملفاتها ودقق في مشاريعها واتفاقياتها, وبحث جيداً عن الضرر الذي وقع على الوطن فسعى إلى معالجته, ووقعت يداه على جراحات دائمة, نازفة,تعمق المعاناة وتصب مزيداً من الألم اليومي, اللحظي, على طموحات أبناء الوطن, وتعمل على توسيع دائرة العدد لثروة الوطن وإمكانياته.. وعلى رأس كل الأولويات, كانت ميناء عدن, الاتفاقية الشهيرة التي عرت النظام السابق وأظهرت حجم العبث والفساد والتجرد من كل معاني الانتماء والولاء لوطن ادعى رموز ذلك النظام كثيراً أنهم حراسه والغيورون عليه وتحت هذه المزاعم والادعاءات اعتقلوا واغتالوا وأبعدوا قسرياً شخصيات وقامات وهامات وطنية, فالمبعدون ما زالت أخبارهم إلى اليوم بعيداً عن متناول الأيدي والأسماء والأبصار.. نعم لقد كشفت إجراءات الوزير الحقيقي الذي أقنعني وأقنع كثيرين مثلي أنه الوزير الأصلح لوزارته من بين التشكيلة القائمة. هذا الوزير الذي لفت انتباه الناس في بلادنا إلى أهمية المنافذ البرية والبحرية للوطن, لقد كانت نسبة من الناس تعتقد أن هذه المنافذ لا تمثل قيمة اقتصادية يعتمد بها لاقتصاد الوطن ولم يقف كثيرون منهم على حجم العائدات المالية التي تقوم عليها المنافذ إلا حين وقفوا على معركة الوزير مع الفساد والمفسدين.. ولأنه كان مع الوطن ولأنه وضع المسئولية التاريخية أمامه ونصب عينيه, استهدفته أيادي الإفساد والفساد, وحاولت مراراً وتكراراً النيل منه وإسكات صوته وتغييبه عن المشهد ليخلو لها الجو, فتعبث كيف تشاء.. والعجيب في الأمر أن العمق في الأجهزة المعنية هو الملحوظ من أول محاولة إلى آخر محاولة, مع أننا سمعنا أنه تم القبض على مشتبهين لهذه الأجهزة ولحكومة الوفاق نقول إن واعد باذيب هو ضمير الدولة التي بحثنا عنها طويلاً, وهو الصوت الذي عبر عنها بمصداقية, وترجم ذلك بممارسة عملية, فلا تعتقدوا أن التاريخ سيقف متفرجاً واعلموا أن التهديدات التي تطاله, سيكون لأبناء الوطن موقف, وقد يؤدي ذلك كله إلى قلب الطاولة على الجميع والعودة إلى مربعات أولى على المساحة التي اعتقد البعض أنهم قد قطعوا فيها وعليها مشواراً طويلاً.. إن حياة الوزير الثائر هي بيد الله أولاً, ولن ينال منها أحد دون إرادة الله, ومن ثم فهي حياة تعني كل حر وشريف في هذا الوطن, تقول للوزير ربنا يحميك وعيون وقلوب ومشاعر وأيادي الشرفاء في هذا الوطن معك, ولأعدائك نقول كفوا عن مراهقاتكم وعن نوازعكم الشريرة, فما مضى لن يعود, ولن تتمكنوا بفضل الله ومن ثم بفضل الخيرين والشرفاء, ثوار هذا الوطن من سبتمبر و أكتوبر إلى الثورة الشبابية الشعبية السلمية, من تنفيذ شهواتكم في القتل سيحولون دون عودتكم إلى مواطن الهدر والفساد وابتزاز خيرات الوطن وثرواته, وهم جميعاً يعملون لإزالة من تبقى من رموز الفساد والفشل والتدمير. والله من وراء القصد. رابط المقال على الفيس بوك