«3» في 28 ديسمبر 2002 كانت علاقة الرئيس السابق صالح بالشيخ عبدالله تقف أمام علامة فارقة، فقد مثّل مقتل جارالله عمر الأمين المساعد للحزب الاشتراكي داخل قاعة المؤتمر العام الثالث للإصلاح ضربة قاصمة لكل ود وصداقة ربطت بين الشيخ والرئيس السابق ، حيث تم على الفور اعتقال القاتل علي السعواني واقتياده إلى منزل الشيخ عبدالله، وتم جمع قيادات المشترك وفي مقدمتهم أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، ونصبت الكاميرات وتم التحقيق مع الجاني وتبين أن الفاعل الحقيقي يقف وراء مكتب رسمي، وبحراسة مشددة!!. وفي فبراير 2004 عقد الإصلاح دورته الثانية من مؤتمره العام الثالث وألقى الشيخ الأحمر – رئيس الإصلاح- كلمة قوية دعا فيها إلى ضرورة “إخراج البلاد من النفق المظلم”، وهنا انفجر غضب الرئيس السابق صالح، ولأول مرة يقدم على شتم وسب الشيخ عبدالله علناً، إذ نشر انذاك موقع “المؤتمرنت” وصحيفة “الميثاق” الناطقين باسم المؤتمر الحاكم مقالاً بعنوان “الطبع الذي غلب التطبع”، وأُتهم فيه الشيخ الأحمر بأنه “عميل” وإن كلامه مأخوذ من “سوق النخاسة”، ولا فرق بينه وبين الانفصاليين البيض والعطاس، وأنه “هو وأمثاله من أدخل البلاد في نفق مظلم”، ولأول مرة أيضاً يتم تجريد الأحمر من لقب “الشيخ” الذي ظل يلازمه كظله، وتم الحديث عنه باسم “عبدالله حسين الأحمر”، بعيداً عن الإيقاع الخاص باسمه. وأتذكر أنني كنت أحد من ذهبوا إلى منزل الشيخ الأحمر (بصفتي المهنية)، بعد أيام من نشر ما عُرف ب«مقال الإساءة»، وهناك رأيت طوفاناً هائلاً من مشائخ اليمن، ورأيت كيف تقاطر الجميع في منزل واحد، ومنه بعثوا للرئيس السابق بياناً تضامنياً مع الشيخ الأحمر، أشبه ببرقية وعيد وتهديد. ولأن الرئيس صالح يفهم لغة المشائخ جيداً؛ فقد تقبل البيان بذعر، وشكل لجنة من كبار الشخصيات الوطنية برئاسة عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى “يومها”، للذهاب إلى منزل الشيخ الأحمر، وتقديم الاعتذار له. قَبِلَ الشيخ الاعتذار، لكن علاقته بالرئيس السابق كانت قد وصلت إلى نقطة اللاعودة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك