بينما حبال الفتنة والفوضى تشتد يوما بعد آخر حول عنق الحالمة تعز وقد تستحيل إلى مقاصل دموية حادة تجهز على ما تبقى لهذا الوطن من مدنية وحداثة؛يصر أبناؤها(العاقون منهم) على التمالؤ والمشاركة في إزهاق روح هذا الوطن ممثلا بتعز وتشييعه إلى مثوى الانحطاط الاخير.. عندما هبت تعز الثورة الشبابية الصادقة في مستهل فصول التغيير الخالية من عفن المصالح الحزبية الرخيصة,أطلقنا لساقي آمالنا العنان فهي المدينة الأحرى بدك معاقل الرجعية والتخلف,وهي المدينة التي ستكفل لهذا الوطن تمدنه وحراسته من لصوص المبادئ والقيم,فنار الثقافة والتسامح كلما ادلهم بهذا الوطن الجهل والعصبية المقيتة,,,,لكن أحلامنا سرعان ما ذهبت ادراج الخيبة حيث استحالت تعز بفعل التسابق الأعمى لجعلها منصة سهلة يطلق من خلالها الحمقى قاذفات اهدافهم الحزبية الصدئة,إستحالت الى مدارج واسعة لهبوط الصابئين من عبدة الذات وتجار الأزمات الباحثين بشبق مخيف عن اشباع رغباتهم السيئة في طهارة هذه المدينة وعفافها وعنفوانها. تدخل تعز اليوم فتشعر بأن بوصلة سفرك قد وجهتك نحو المكان الخطأ,لتمضي بك الحيرة نحو أقاصيها ولا تكاد تفيق من ذلك إلا على وقع أنات جبلها المكلوم “صبر” وهو يصفف جدائل حزنها ووحشتها بوجوم وحسرة تنتفض من غيبوبتك,وواقع الحال ما زال يصرخ:بل العصيمات العصيمات. لقد قيل إبان الثورة بأن المسلحين الوافدين بكثافة مريبة يتواجدون بهدف الدفاع عن المدينة من جور الحرس “العائلي” وبطشه,ذهبت العائلة برمتها وتم هيكلة الحرس لكن تعز ظلت تئن تحت وطأة السلاح والمسلحين,ذهب المحافظ الصوفي بعيدا وجاءكم التوافق بالهائل شوقي فوقفتم تفتلون في وجه محاولاته المكائد والعراقيل بهدف اسقاطه وتناسيتم انكم بذلك تسقطون وطنا بحجم العظيمة تعز..... يا كل هؤلاء إن تعز أسمى وأجل من تلك المشاريع الحزبية الصغيرة التي تتعلبون داخلها,إنها فاتحة الحب ومنتهاه فثوبوا إلى رشدكم وانزعوا الى كونكم جزءا من الحل لا في بقائكم المستمر جزءا بل كل المشكلة.