* إهداء إلى المدينة الفتيه كحلم نابض بالحياة تستفيق تعز كل صباح على وجوه غريبة.. المدينة لم تعهد هذا الوجوم، ولم تعهد عيون الغرباء القاسية.. صبية في ملابس عسكريه!! مدججين بالأسلحة الثقيلة والأحاسيس الباردة يسمونهم الحرس الجمهوري فيما كشفت الثورة حقيقتهم فإذا بحرس خاص وعائلي يسيطر على شرايين المدينة الحرة ليثقلها بخوف لم تعرفه! إنها مدينة العز ترقبها قلعة القاهرة فيعرف الجميع أن تعز حتما.. للحرس المستبد قاهرة. وحيثما تسير في شوارع المدينة تجد من يعلن الثورة، أو من يناقش قضية الثورة أو من يتجادل حول الثورة أو من يمشي في أروقة الثورة أو من يكتب على جدار الثورة أو من ينام في عيون الثورة أو... إنها الثورة في تعز أو هي تعز في عهد الثورة.
وهي الحالمة استفاقت من أحلامها لتسطر هذه المرة واقعا جديدا وصفحة مضيئة سيكتبها التاريخ بماء الذهب أو كما يحب أهل تعز بماء الحرية والكرامة. وهذا شباب تعز عصي على التطويع والتدجين، يعشق الحرية ويسكر بالأنفة والكبرياء.. من يشبه شباب تعز غير جبال تعز التي أنوفها عالقة بالسماء أنفة وعظمه، إنهم يعبقون بحياة جديدة وروح مختلفة وصوت لا يسمعون إلاه..اليمن الجديد يمن الحرية والكرامة. وفيما تنتفض المدينة كل يوم معلنة رفضها وتمردها ونضالها السلمي، تدير لها القنوات الفضائية ظهرها، ويعاملها الإعلام بإهمال شديد، وكأن تعز مدينة عابرة.. أو كأنها غير مؤثرة، فيما هي صامدة كجبل صبر.. واقفة أمام الريح لا تعرف الانحناء ولم تألف الانكسار. والسؤال الكبير هل تعش وسائل الإعلام على دماء اليمنيين؟ حيث لا تهتم ولا تعتني بأخبار الثورة والفعل الثوري إلا إذا سقط قتلى وسالت الدماء؟ أم على الإنسان أن يعظ الكلب كي يصبح الخبر جديرا بالنشر والمناقشة والتحليل! والى متى تستمر بعض وسائل الإعلام في تعاملها مع الثورة على أنها أزمة أو احتجاجات! مستثمرة صور الاشتباكات المسلحة لتقدم صورة ليمن متخلف وحرب أهليه يبشرون بانفجارها, إنها الثورة الحقيقية والسلمية الحضارية الواعية لشعب ليس جديدا على الفعل الحضاري والعمل السلمي الخلاق لذا علينا جميعا الاستمرار في صنع ثورتنا غير عابئين بمحاولات التدليس والقتل لثورة لم تعرف إلا الزهور والسلام والحلم الجميل المتواصل في يمن جديد ومستقبل أفضل. المصدر أونلاين