عدن أونلاين/عزيز الإبل انتفضت المحافظات اليمنية عن بكرة أبيها احتفالا بالعيد التاسع والأربعين لثورة 26 سبتمبر وانتصاراً لثورتهم الشعبية المجيدة السلمية التي فجرها شباب لا يجدنا سوى الانحناء أمامهم أعادوا لليمن ولليمنيين الكرامة والعزة من خلال رسمهم صورة ونموذج تاريخي للعالم بقوة صمودهم وثباتهم وعدم انجرارهم إلى العنف الذي يسعى له ( تيس الضباط ) من خلال جماعة مرتزقة غرر بهم وباعوا ضمائرهم مقابل قتل إخوانهم وأهلهم رغم طبيعة المكونات الداخلية في اليمن التي حاول صالح من خلالها جر اليمنيين إلى الاقتتال والعنف فيما بينهم ، إلا أن الحكمة اليمانية كانت أقوى من كل المخططات التي يسعى لها بقايا النظام . الثورة الشعبية ناجحة لا محالة رغم طول المدى فيها وتأخر إنجاز أهم أهدافها وهدا يعود لطبيعة المشهد اليمني الداخلي ومواقف المجتمع الدولي والعربي مما يدور في اليمن ، إلا أن هذا ليس عائقا أمام أبناء الشعب وليس عاملا لليأس فاليمنيين معروفين بثبوتهم وصمودهم فالثورة الشعبية حققت الكثير ورسمت أحلام اليمنيين في العيش في مجتمعات مدنية من خلال رسمهم نماذج لهذه المجتمعات بمساحة عدة كيلو مترات عبر ساحات الحرية والتغيير ، فالثورة السبتمبرية قدمت التضحيات الجسيمة والبطولية التي قدمها أبناء الوطن منذ الإرهاصات الأولى لقيام الثورة والمحاولات المستمرة والمتجددة التي قام بها الثوار الأحرار لقلب النظام الاستبدادي في الأربعينيات والخمسينيات والتي لم يكتب لها النجاح.. حتى تحقق نصر الثورة وفجر أيلول في 26 سبتمبر 1962م في تلاحم رائع وحميم جسده أبناء الوطن في الدفاع عن الثورة ونصرتها ، وخلال هذه الفترة برز دور الشهيد القائد علي عبد المغني قائد ثورة 26 سبتمبر الذي ضرب أروع الأمثلة في النضال الثوري وباستشهاده خسرت اليمن احد أهم رجالات الثورة وصانعيها، وهي خسارة تركت آثاراً إيجابية على مسيرة الثورة وتوجهاتها. ولم تمضي على قيام الثورة السبتمبرية إلا سنوات قليلة حتى تفجرت ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني في المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن وكانت مدينة تعز هي مفتاح ثورة 14 أكتوبر فمنها انطلق الثوار إلى جبال ردفان ومن هناك أُعلِنَتْ الثورة وكانوا قادة الثورة قد شكلوا قيادة لهم في مدينة تعز ومن هناك تم إمداد الثوار بالمال والعتاد وفي الوقت نفسه كان الشعب اليمني يدافع عن ثورة 26 سبتمبر في المحافظات الشمالية والغربية ويقاوم الاحتلال البريطاني في المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن الكبير. ورغم محاولات أعداء الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتأمرهم عليها إلا إن الشعب اليمني اثبت جدارته وقدرته على إدارة الأزمات والدفاع عن حقوقه المكتسبة والوطنية وهدا ما هو حاصل اليوم في ثورة فبراير التي فجرها الشباب والتي أعادت لليمن تاريخها الثوري من جديد . وبهذه المناسبة ذكرى 26 سبتمبر نشكر الشعب المصري والدعم الأخوي الذي قدمته الجمهورية العربية المصرية في ذلك الوقت بقيادة زعيم الأمة العربية الرئيس جمال عبد الناصر والذي استطاع الشعب اليمني إن ينتصر على الإمامة وطرد المستعمر البريطاني البغيض حتى أشرقت نور الحرية . مواقف آل سعود من الثورة: على مر العقود والسنين كانت مواقف المملكة السعودية دائما مضادة للثورات العربية كما حصل مع تونس وكما هو حاصل في مصر بقيامها دعم الطوائف لإثارة الفتنة بين أوساط المجتمع وأيضاً الثورات اليمنية وقفت لها موقفا مضادا وهدا ليس غريبا علينا اليوم كيمنيين أن نتفاجأ بهذه المواقف السيئة والمشجعة للظلم والاستبداد ، فالسعودية وقفت ضد الثورات اليمنية ابتداء من 62 ومرورا ب 14 أكتوبر وحركة 13 يونيو وانتهاء بثورة فبراير التي صنفت ضمن أروع الثورات في الربيع العربي من خلال رسمها صورة لليمنيين إمام العالم بعد أن كان اليمني في البلدان الأخرى يتجول ويشعر انه ذليل هدا ما جعلنا نتذكر عهد حكم الشهيد /إبراهيم الحمدي الذي حكم اليمن لمدة ثلاث سنوات فأنشأ خلال هذه الفترة تغير إستراتيجي لليمن أمام الشعوب الأخرى وضرب أروع الأمثلة للمواطن اليمني أمام الغير ، حتى اغتيل الشهيد إبراهيم الحمدي بتخطيط سعودي وتنفيذ يمني وجاء عهد الظلم والاستبداد من جديد ليخيم كابوس على أبناء اليمن 33 عاما ، إلى أن جاءت ثورة الشباب لتعيد وتصحح مفهوم اليمن واليمنيين عند الغير . إذا فالسلطات السعودية تكره الثورات الشعبية أينما كانت، وتعتبرها مصدر خطر على أمنها ، لأنها تخشى وصول فيروساتها وعدواها إليها، ولهذا حاربت الثورة الناصرية ومن بعدها ثورة يناير في مصر التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك حليف المملكة الأوثق، وعبرت عن امتعاضها تجاه الثورة التونسية باستقبال الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته وتوفير الحماية لهم ، فمتى يعيد آل سعود حساباته والنظر إلى الواقع العربي بعين من أشعلوه؟