إن الساحة السياسية هي ساحة للتنافس لخدمة الوطن و الجماهير ومن يعتبرها غير ذلك هم المتكبرون وقوى الفساد التي تريد الوطن والجماهير لخدمتها وتتوهم بملكيتها لهم كما قال ذات يوم كبيرهم الذي علمهم السحر ، أنا القانون وأنا الوطن فأطيعوني . قد يقول قائل هذا زمن ولى وراح ولكن لم نجد منهم ما يبشر في ذلك بحت أصوات الجماهير التي تنادي وتطالبهم بالاعتذار والاعتراف بما جرى ولكن للأسف آذانهم صماء لصوت الحق ولاتسمع إلاّ ما يرضي نفوسها المريضة وأطماعها الخبيثة وشراهتها المدمرة لحياة الناس أقول لمثل هولا أصحاب العقول المهووسة بالعظمة الزائفة والظهور بالصورة الزائفة للآخرين وتصر على أنها غير خاطئة ولا تريد أن تعترف بالحقائق الواضحة وضوح الشمس إن الزمن اليوم لم يعد زمنهم كالأمس فهو زمن صحت به الضمائر وقادرة على فرز الأصيل عن الرديء وعليهم أن يعلموا أنهم من أنتجوا كل مشاكلنا ويحاولون رميها على غيرهم أو تبريرها بخلط أوراق الزمن متناسين أن الوحدة لم تأت إلاّ لإصلاح ما أفسده التشطير وانتم أفسدتموها لا تنبشوا زمن التشطير فهوا أصبح تاريخاً ومليئاً بعيوبكم أكثر من غيركم و لا تنطلي مغالطاتكم و إشاعتكم الكاذبة على أن الحزب الاشتراكي كما تقولون هو من دمر الجنوب وهو سبب مشاكله اتذكرون انكم اعلنتم عليه الحرب متوهمين إخراجه من العملية السياسية وحاربتموه وكبلتموه وأصبح محاصرا رغم صموده الذي اذهلكم وانتم من امسك بقبضة الأمور صحيح أم لا وهو خارج السلطة انتقل إلى صفوف الجماهير يناضل ضد سياستكم التدميرية اسألوا انفسكم ماذا قدمتم للوطن من 94 إلى 2011م ؟ عددوا مظالم الجنوب طوال حكم الحزب ومظالمه طوال حكمكم سترون الفرق ولاحظ مطالب الجنوبيين ستجدها كلها مظالمكم بل الحزب نفسه كان له نصيب من ظلمكم وهو رائد مشروع بناء الدولة التي اعاقها زمانكم هذا الكلام لا أحد يستطيع نكرانه لأن الدلائل واضحة في سرد الأحداث والوقائع على مر ثلاثة وعشرين عاماً ، من دمر مؤسسات الجنوب من اخرج أبناء المحافظات الجنوبية من وظائفهم وسرح أبناء الجنوب من القوات المسلحة وبناء جيش عائلي ولاؤه للقبيلة والعائلة الحاكمة ونهب المؤسسات والأراضي بالكيلومترات وقتل وسحل الشرفاء من المناضلين شمالاً وجنوباً وكفر وأفتى بقتل الجنوبيين اتقوا الله لازلتم تكذبون وتتاجرون في اوجاع وآلام الناس . الاعتراف قد يخفف عنكم غضب الجماهير التواقة للأمن والسلام والاستقرار ولكن لا يرضيكم ذلك فأنتم لا تعيشون إلا في الفوضى وغياب الدولة هذا مرتعكم الذي ترتعون به لأن الدولة والنظام سوف يكشف عنكم الستار وتظهر الحقيقة التي تعملون بكل جهد لإخفائها ولهذا ازعجتكم صراحة ومصداقية الحزب الاشتراكي في رؤاه المطروحة على طاولة الحوار ولذلك تفجرون له بؤر صراع لإرضاء اصنامكم البشرية التي تعبدونها بممارسات تعتبر كفراً سياسياً وجهلاً اخلاقياً وتدنياً بالقيم فهل حان الوقت أن ترفعوا من شأنكم وتعودون إلى الصواب وتتركوا من ظلمكم وظلمنا لقدره ، والتاريخ كفيل بأن يدون للأجيال القادمة حقيقة المواقف الوطنية لكل ما قدمت يده للوطن وآلامه ولابد أن ينتصر الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.