الإنسان كون مختزل، وطاقة كامنة، وقدرات متنوعة، قد يحيا فترة طويلة دون أن يكتشف سر طاقته وتوظيفها في سبيل إعانته على الحياة وينتهي دون أن يدرك أن لديه الكون بأكمله، قد لا نصدّق أن حواسنا المعروفة تحجب عنا حقيقة أنفسنا، وتبعدنا عن الحقائق الذاتية والداخلية لمكوّن أرواحنا، وهذا ما ينطبق عليه كلام الوحي «وفي أنفسهم أفلا يبصرون» . وقد يجتمع القائلون :إن العقل هو أول طرق المعرفة، وفهم أسرار الأشياء والظواهر من حولنا، وتفسيرها التفسير العلمي المبني على الأسس المنهجية، ولكننا لم نخض أعماق مشاعرنا، ولم نتجول في دهاليزها، فهناك ما يسمى “اللاشعور” الذي يقودنا، فكثير من النجاح الذي يحققه الفرد يكون استلهاماً من اللاشعور.. لا خلاف أن التنظيمات الاقتصادية والسياسية وتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها سبيل للوصول والنجاح، إلا أن الكل لا يحقق النجاح المنشود، فالقلة هم من يصلون إلى أهدافهم، إن للنفس قوى خفية، وهو موضوع جديد كما قال د. علي الوردي ، فموضوع القوى النفسية تخضع الآن لدراسات تجريبية. تتطور مع الزمن، لنكتشف أن الإنسان بوسعه أن يطور قدراته اللاشعورية، كما يفعل الآن مع قدراته العقلية، وقد يعترض الكثير على هذا بحجة الشعوذة والخرافة، لأن اللاشعور هو المخفي منا، اللاشعور الذي يظهر أثناء نومنا، ودخول حواسنا في سبات وانقطاعنا عن العالم المادي ، في ساعات الانفصال هذه نحقق إنجازات الرؤية الداخلية التي قد تتحقق على أرض الواقع. وعندما بدأ العلماء حديثاً في اكتشاف خفايا البدن الإنساني وما فيه من طاقة كهربائية مذهلة، تيقنوا أن هناك قوة أخرى في جسد الإنسان لم تظهر إلا لأناس قليلين، وهم ما يسمون الآن بالخارقين. هل معرفتنا بأنفسنا هي من تحقق لنا النجاح.؟ رابط المقال على الفيس بوك