كثير من شعوب العالم عانت أوضاعاً متردية ومزرية جراء مشاكلها الداخلية.. ناهيك الحروب التي طالت بلدانها في فترات تاريخية ماضية ورغم ذلك لم تقف عند نقطة معينة أو تنكمش على نفسها، وتضرب خداً على خد، وإنما كان منها أن تشد من أزرها، وتشمر ساعدها.. فيما ينبغي عمله إزاء تلك الأوضاع التي تعاني منها، وذلك من خلال تعاملها مع ظروف واقعها بشكل راقٍ وهذا ما هيأ لها من أن تتجاوز عثراتها في غضون سنوات ربما تكاد لا تحسب مقارنة بما أصبحت عليه شعوب هذه البلدان لأنها فعلاً تعاملت وفق رؤى وأفكار علمية دقيقة وهذا ساعدها على أن تتبنى وضع خطط استراتيجية فاعلة سواءً قصيرة أو بعيدة المدى في شتى مجالات حياتها الإنسانية، والتي أضحت اليوم تمثل صورة مشرقة ورائعة، بما حققته على مستوى واقعها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والفكري وغيره.. رغم التفاوت بين بلد وآخر ولكن في المحصلة النهائية استطاعت هذه البلدان أن تتجاوز إشكاليتها .. والتوجه نحو إحداث تحولات عديدة في مجرى مساراتها الاجتماعية والعلمية، والبحثية وهذا ما جعلها تتخطى عقباتها والنهوض بأوضاعها برمتها، والتعامل مع قضاياها بطرق سليمة، والعمل على معالجتها وفق مفاهيم علمية دقيقة، بما يخدم ويلبي احتياجات ومتطلبات مجتمعاتها. بينما نحن للأسف لا نزال نعاني أوضاعنا وبشكل مزرٍ للغاية لأننا لم نتمكن من التعاطي مع أمورنا بطريقة صحيحة.. حيث ظللنا على حالنا منكمشين دون أن نفكر بكيفية إيجاد الحلول والمخارج العملية لما نعانيه لأننا لا نريد أن نستفيد من تجارب الآخرين.. ناهيك عن عدم قبولنا بالرؤى والحلول المنطقية، والتي يمكن من خلالها أن تجنبنا الكثير من الاشكالات والتي لازلنا نعانيها حتى اليوم نتيجة لعدم إدراكنا لما ستؤول إليه الأوضاع في نهاية المطاف.. وإن كان هناك من يدرك إنما أخذت الأمور وكأننا نعيش خارج نطاق هذا الكون، وهذا هو الخطأ الكبير والذي أوصلنا الآن إلى هذا الوضع المقرف، والحياة النكدة بكل جوانبها، وعليه لم نعد نعرف إلى أين نسير؟ بقدر ما نجد بأن الأمور وصلت إلى حالة من تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والسياسية والأمنية إلى درجة كبيرة، وهذا ليس خافياً على أحد، وإنما يعرفه الجميع لذلك لابد من إعادة النظر في كل ما حدث ويحدث في هذا الوطن لأنه من العيب أن تظل الأمور على هذا الحال المقيت دون معالجات لها فيما كان يستوجب من الوقوف أمامها من أول وهلة حتى تستقر الأحوال داخل البلد، ويطمئن المواطن على حاله ونفسه، إنما شيء كهذا لم يتحقق بعد.. بل لازالت الأوضاع على حالها، ولم يطرأ عليها أي تقدم في مستوى معيشة حياة الناس.. فضلاً عن غيرها.. فيما هناك نسبة معينة هي من تستأثر بكل إمكانيات البلد، بينما الغالبية من الشعب يعيشون في حالة نكدة ومتعبة.. ناهيك عن عدم حصولهم حتى على أبسط الخدمات الأساسية كالمياه، والكهرباء، والصحة، والتعليم.. وغيره.. إذاً.. كيف لنا أن نصل إلى ما وصل إليه الآخرون من حيث الأحوال المعيشية والاقتصادية.. ناهيك عن التطورات الأخرى في مجالات الحياة الإنسانية الوقت الذي نحن لم نخرج فيه من عنق الزجاجة أو من ذلك النفق المظلم الذي لازال يطاردنا في كل أمورنا، فهل نصحو من غفوتنا؟ أم سنظل على ما نحن عليه؟ رابط المقال على الفيس بوك