ما أن تسارعت الأحداث على مستوى واقعنا الراهن.. حتى أخذت حمىَّ الأسعار في أسواقنا المحلية تطل برأسها علينا من جديد بزيادة في أسعار المواد عن ما كانت عليه لتشمل كافة المواد الأساسية دون استثناء.. وكأن هناك من يسعى إلى دفع الأمور إلى الفوضى والخراب، وبالتالي مسألة كهذه لابد من استباقها حتى نفوت الفرصة على هؤلاء وإن سلمنا بالأمر وحدث مثل هذا لا قدر الله يفترض أن تبقى الأحوال المعيشية والاقتصادية على حالها دون أن تطرأ عليها أية اختلالات أو ارتفاعات سعرية.. لأنه ليس هناك ما يستدعي رفع الأسعار في حالة لم يكن هنالك أية ارتفاعات سعرية عالمية تجعل من الضرورة بمكان بأن يكون هناك مجاراة لتلك الارتفاعات على مستوى الأسواق المحلية، مما يجعل عملية الارتفاعات السعرية هذه ليست إلا نتاجاً لأهواء بعض التجار الجشعين وتفسيراتهم الخاطئة لواقع الأوضاع في البلاد، وإن كانت الأمور تعطي مؤشرات بالتفاقم وتعكس صورة قاتمة لما يجري من أحداث مؤلمة ومؤسفة إنما لابد من التعاطي معها وفق أفكار ورؤى ناضجة.. تفضي إلى الانفراج والخروج بالوطن إلى بر الأمان.. إن أي زيادات في أسعار المواد الأساسية ربما تقود أو تؤدي إلى مضاعفة كبيرة في أحوال الناس البسطاء والذين لا يستطيعون مجاراة هذه الزيادات في حياتهم المعيشية الأمر الذي سيؤثر على شريحة واسعة من المجتمع لاسيما الفقراء والمعوزين وذوي الحاجة.. ولذلك ينبغي أن تكون هناك مراعاة لظروف الناس المعيشية التي لم تعد تحتمل أكثر مما نعانيه من أوضاع مأساوية في الوقت الحاضر ناهيك عن أسعار الخضروات والتي أخذت هي الأخرى تتصاعد بعد أن كانت معقولة ودون أي سبب اللهمَّ الجري وراء فوضى المضاربات السعرية وغياب الضوابط الرادعة لها بينما الجهات المختصة تغط في نوم عميق.. وكأن أمراً كهذا لا يخصها من قريب أو من بعيد وهذا ما يؤسف له تماماً، لأن مثل هذه الارتفاعات سواءً في أسعار المواد الأساسية أو غيرها هي في الأول والأخير لن تستثني أحداً حتى من لديهم إمكانيات فليس هناك مبرر بأن يظلوا بمنأى عن ما يحدث في واقعنا اليوم بل هم أيضاً سيكتوون بنارها وبالتالي لابد من وقفة جادة وصارمة أمام المغالاة في الأسعار على اعتبار أن مسألة كهذه هي من مسئولية المجالس المحلية ومكاتب التموين،والتي تقع عليها مسئولية الإشراف والرقابة السعرية، والتعاطي معها وفق الضوابط المنظمة لذلك.. وعدم التقاعس في لجمها خاصة وأن هذه الارتفاعات السعرية في أسعار المواد الأساسية دائماً ما تتكرر وتصل أحياناً إلى أضعاف مضاعفة وهذا أمر لا يقبله منطق أو عقل بأن تظل الأمور تسير بهذا الشكل المخيف، والذي لا نعرف معه إلى أين نحن سائرون؟! وباعتقادي إنه لا بد أن تكون هناك معالجات سريعة وإجراءات صارمة وحتى لا يتوه الناس في أتون لقمة العيش والتي أضحى الحصول عليها لا يتم بيسر وسهولة، وإنما بعد جهد ومشقة عسيرة والتي ربما قد تصبح أكثر تعاسة وقتامة نظراً لما نعيشه من أوضاع بالغة الخطورة والتعقيد.. والتي عكست بظلالها على كافة أو مجمل الأوضاع برمتها وربنا يستر بنا.