أعتقد بأننا بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة لكافة أمورنا.. والتعاطي معها وفق المصلحة العليا للوطن وماتقتضيه ظروف الواقع الاجتماعي والاقتصادي وغيره لاسيما في هذا الظرف العصيب والمعقد والذي يمر به وطننا الحبيب جراء مايعانيه من أزمات عديدة الأمر الذي ينبغي النظر والوقوف أمام مجمل هذه الإشكالات من منطلق الاستشعار بالمسئولية الوطنية والتاريخية وأخذها بعين الاعتبار وبعيداً عن أية أغراض أخرى لما من شأنه الخروج بهذا الوطن من أزمته الخانقة والتي تكاد تعصف بالجميع دون استثناء وبالتالي أرى أن أمراً كهذا يتطلب التفاعل الايجابي والتحرك السريع من قبل الجميع وفي مقدمتهم القوى السياسية لا أن نظل منكفئين على حالنا وننتظر من الغير بأن يعالجوا مشاكلنا أو بأن تتغير أحوالنا بعصا سحرية أو ما شابه ذلك وإنما لابد أن تكون هناك رؤى موضوعية وأفكار مستنيرة ومعالجات جادة عن الكيفية أو الطرق التي يمكن من خلالها التغلب على كافة المشكلات العالقة والتي أثرت ولاتزال تؤثر على كافة مناحي الحياة في هذا الوطن وتعيق مسار تنميته الاجتماعية والاقتصادية ناهيك عن توقف الكثير من الأنشطة والبرامج التنموية في هذا الإطار وغيره وباعتقادي ان وضعاً كهذا كان له انعكاسات سلبية كبيرة على حياة المجتمع بشكل عام ومن ذلك شل حركة وديمومة الحياة العامة وجعلها في حالة يرثى لها.. نتيجة لغياب الرؤى الثقافية والسياسات العقلانية التي يستوجب ان تكون منطلقة من مصلحة الوطن والمواطن حال معالجة أي مشكلة في هذا الواقع لأن بقاء الأمور على هذه الشاكلة ربما يقودنا إلى مربع خطير ولا نستطيع تدارك الأمر ولذا فإنه يتوجب على كل من يهمهم أمر هذا الوطن أن يكونوا جادين في التعاطي مع الأوضاع الراهنة بروح من المسئولية الملقاة على عاتقهم حتى لا تتجه الأمور إلى مسار آخر وهو مالا نتمناه. بنظرة فاحصة لواقع الحال سنجد بأن كل الأشياء أصبحت “ملخبطة” ورأساً على عقب ولم يعد هناك مايسر في هذه الفترة. حيث أن كل الحاجيات الأساسية أضحت نادرة ومن ذلك المشتقات النفطية وإن توفرت أحياناً عبر المحطات فهي لاتوزع بالطريقة الملائمة الأمر الذي خلق وضعاً غير طبيعي في أسعار هذه المادة، ناهيك عن انقطاع المياه عن بعض الأحياء والحارات لأكثر من شهرين.. وهذه مسألة تسبب مشكلة صحية للساكنين وتخلق العديد من الأوبئة والأمراض المعدية، بالإضافة إلى الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي والتي هي الأخرى وتسببت بإقلاق وتعطيل الكثير من الأجهزة المنزلية الخاصة بالمواطنين.. إضافة إلى ماتشهده الأسواق المحلية حالياً من ارتفاع لأسعار المواد الغذائية الأساسية وبشكل لايطاق.. وهذا مايضاعف المشكلة أكثر فأكثر بالنسبة للمواطنين وبالأخص منهم ذوي الدخل المحدود.. حيث إنهم لايستطيعون مجارات هذه الارتفاعات السعرية في الوقت الذي نحن مقبلون فيه على شهر رمضان المبارك فكيف سيكون حالنا.. والأوضاع كلها مضطربة والأسعار مرتفعة ومتصاعدة والأحوال تعيسة ونكدة؟. فهل هناك من مخرج لهذا الوضع البائس والأليم وهل هناك مخافة من الله من قبل التجار بأن يرحموا مواطنيهم ويتقوا الله في أنفسهم بأن يعيدوا أسعار المواد إلى ما كانت عليه قبل الأحداث.. أم ستظل هكذا تسير حتى يقع الفأس بالرأس؟.