تشهد صنعاء حالة ارتباك ونزق ألقى بظلاله على إيقاعات الحياة داخل العاصمة كتعزيز لبقاء الحالة الأمنية متدهورة ومع محاولة الدولة لاستعادة الهدوء تدريجياً تحولت موجة الارتباك إلى ما يشبه تدهور اجتماعي مشوب بجرأة في بعض السلوكيات والتصرفات الطائشة ومنها الانتشار الكبير للونانات التي كانت في السابق يقتصر استخدامها على سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء وأطقم الشرطة فقط , لنراها اليوم فوق مختلف السيارات مدنية وقبلية وحتى سيارات المواطنين وسيارات البيع المتجول ووسائل النقل المختلفة في بادرة تثير الاستغراب فحين تمر هذه السيارات مطلقة العنان للونان يعتقد المرء للوهلة الأولى أن خلفه سيارة إسعاف أو مطافي ويقوم بركن سيارته على جانب من الإسفلت ثم ما يلبث أن يشاهد “تُك تُك” أو دراجة نارية أو سيارة شيخ أو موتورسيكل ولا أثر لما أعتقده سلفاً . إن الونانات المضللة أصبحت ملاذاً لبعض المواطنين المتفننين في إيجاد طرق للاحتيال على الآخرين فهؤلاء استطاعوا باحتراف لئيم إفساح الطرقات لأنفسهم وشق عباب الزحام مهما كان حجمه والتخلص من ورطات التأخر في الجولات والشوارع الضيقة والمزدحمة والقطيعة.. المؤرق أن تشاهد أصحاب السيارات «أبو ونان» عائدين بها من أسواق القات ومن المجمعات التجارية وقد قضوا أغراضهم وأنجزوا مهامهم على حساب بقية أفراد المجتمع الأمر الذي يُطمّع البقية بوضع الونان على سياراتهم وكله تحت شعار «ونان يخارجك ولا زحمة تحنبك» وهات يا سباق في الاحتيال والسؤال كيف انتشرت هذه الونانات وبهذا الشكل وأين إجراءات السلطات الأمنية وشرطة السير حيال هذا الانتشار التضليلي المقذع الذي يخادع الآخرين والمقلق أن ينتسف ما تبقى من وعي بين أوساط السائقين على قلة الوعي أصلاً لديهم والخوف أن نستيقظ ذات صباح - وأظنه سيكون – وكل المركبات في العاصمة تنتحل قانونية سيارات الإسعاف و المطافي والمركبات الأمنية فالوضع غدا لا يطاق والمضحك والمبكي معاً أن تغدو الونينات سبيل ومطية يستخدمها البعض لإنجاز مشاويرهم ضاربين بهيبة سيارات الإنجاد الحكومي عرض الحائط وأما الذعر فهو أن تمر سيارة إسعاف أو سيارة في مهمة أمنية فيحسبها الناس من سيارات النزق تلك ليموت من على متنها وتتعثر مهمتها الأمنية والإسعافية بذنب المهووسين بالضحك على الآخرين مع الجزم أن ذلك تضليل بالسلطات أيضاً ..! رابط المقال على الفيس بوك