وانا اسمع صوت الوناّنات فجر يوم السبت الماضي تلعلع في شوارع تعز اصابني شيء من الغرور عندما ظننت أن مقالي عن محببي سرقة السيارات قد احدث صدى واسعاً لدى المقايل المتنقلة التي نطلق عليها سيارات النجدة. ظننت «كعشم ابليس في الجنة» أن النجدة اخذت على عاتقها اعادة النظر في جدوى دورياتها الصامتة التي لاتهز شعرة لص مندمج بتشليح سيارة في الشارع العام فقط احراق بنزين أو ايقاف سيارات ليسأل صاحبها عن رخصة القيادة. للأسف لا المقال أحدث ضجة ولا النجدة أطلقت وناّناتها لتفزع لصوص الليل. ففي اليوم الذي نمت فيه مرتاح البال لا أخشى على سيارتي من السرقة بعد سهر انتظر «سارق حارتنا» صحوت على خبر حريق مخازن بسكويت شركات هائل سعيد والونانات التي افرحتني كانت للاطفاء وكأن هناك علاقة مابين اخماد الحرائق واطلاق العنان للوناّنات . معذورون رجال الاطفاء، الحركة اصبحت لديهم لا إرادية مثلها مثل وصول سياراتهم فارغة من المياه في أكثر من حادث حريق. بحسب معرفتي أن الونانات لاتطلق إلا إذا كان الطريق مزدحماً بالمركبات مما يضطر إلى اطلاقها لإفساح الطريق لتتمكن عربة الاطفاء من الوصول في وقت قياسي, فهل كانت سيارة الاطفاء بحاجة لتزعج عباد الله في الساعة الثالثة والنصف فجراًوهو الوقت الذي لا تشاهد فيه سوى الكلاب الضالة. يعني وباختصار: ازعاج «مالوش لزمة» ولو كانوا تركوني لسهري بدلاً من ذلك الشعور بالغرور والنوم مرتاح البال يمكن اقفش السارق وأخلص حارتنا من لص تخّصص في سرقة سياراتها. للعميد زاهر غادر العميد يحيى زاهر محافظة تعز ويحسب لزاهر انه استطاع في فترة وجيزه وضع الحلول الناجعة لازدحام حركة السير بالمدينة فعمل على إعادة تنظيم الحركة وايصال خدمة المواصلات إلى مختلف الاحياء السكنية وفق نظام سير دقيق بعد أن كانت مركزة على الخطوط الرئيسة كما عمل على ضبط ايقاع حركة المرور وتسيير الخدمات المرورية في مداخل ومخارج المدينة والمدن الثانوية.. فله جزيل التقدير وهو يغادر المدينة التي احبها.