أمس امتلأت شوارع القاهرة بالمتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي، الاعتصام مضى عليه أكثر من 13يوماً والزخم مازال يتزايد ومرشحاً للمزيد من التصعيد ...لم يعد معنى لحشد 30 يونيو الذي مازال البعض (يستجره) كبيضة الديك رغم الإمكانيات الهائلة واستخدام الدولة... لقد عدنا إلى مقاومة الشعب بحشود رسمية لها صلة بالأمن والجيش بثياب مدني وهي بالنهاية لن تقاوم إرادة الشعب....وبعيدا ًعن تقديرات الحشود بأربعين مليوناً وثلاثين مليوناً وهي تقديرات برأيي مبالغ فيها بدأها معارضو مرسي فإن الحقيقة تقول إن الشعب موجود بقوة أيضاً في جبهة مناصري مرسي وبإصرار يزداد كل يوم , وأن صدمة الترويع التي جرت بقتل أكثر من مائة معتصم أثناء صلاتهم الفجر أمام الحرس الجمهوري لم تزد الناس إلا تصميماً فنحن اليوم في عصر الإرادة الشعبية ولسنا في عصر الزعيم الملهم والتصفيقات المدوية للفرد وهو ما لم يعه الكثير.. وحتى نكون أكثر دقة فإن انقساماً حاداً في المجتمع المصري جرى تغذيته خارجياً وبضخ مليارات الدولارات بما فيها من تعالٍ واستخفاف بالشعب المصري لن تنطلي عليه وستصب في صالح مؤيدي الديمقراطية ممن يرون أنهم يدافعون عن الديمقراطية وليس عن شخص وهو ما أثبتته حشود أمس الجمعة التي فاقت التوقعات وزادت من حصار النظام الحاكم القائم بإعلان دستوري كثيراً ما عارضوه لشموليته وعارضه اليوم اصدقاؤه قبل خصومه .. البعض مازال لا يرى الإ جموعاً معينة وتضخيمها مهما بلغت يرونها بعين واحدة ،فحشود التحرير هي الشعب وحشود رابعة والنهضة والحرس وكل الميادين مهما بلغت هي (ملوخية بالارانب) في أحسن الأحوال ، هذه النظرة لن تزيد الأزمة إلا تفاقماً وتحريضاً للناس، لوأن هناك عقلاً لرأينا استجابة لهذه الجموع ومبادرات تعمل حساباً للجميع باعتبارهم جميعاً شعب مصر وعليهم أن يتفقوا على إنقاذ الديمقراطية واحترام الشعب الذي خرج هنا، وهناك فالذين خرجوا امس ومازالوا في الساحات هم شعب مصر ايضاً بكل فئاته وبالملايين الذين لا يمكن تجاوزهم ومن الحريصين على عدم ضياع ثورة 25 يناير تحت دعوة القضاء على الاخوان الذين عجزت العهود السابقة على استئصالهم بالحديد والنار مع كل ضراوتها في وقت كانوا فعلاً محاصرين شعبياً أما اليوم فإن الأمر يختلف وان المراهنة على القمع لن تجدي، فالذي نراهم في الشوارع هم الشعب أو جزء كبير من الشعب يعتبر انه اعتدي عليه وعلى إرادته وثورته بما لهذا الاحتقان من اثر سلبي على استقرار المجتمع ووحدته في حالة تم تجاهل هذه الجموع الغاضبة .... يحتاج الأمر إلى تواضع من اجل مصر وترك (الفرعنة) التي تتميز فيها السلطات لأنها لن تؤدي إلا إلى الإضرار بمصر.. إن كسر مصرالثورة أصبح أمراً مستحيلاً ... ورغم كل ما يجري فمازال من الممكن الخروج بحلول وسط تحفظ كرامة الجميع وتنقذ مصر وتضع خارطة آمنة للحفاظ على الديمقراطية بعيداً عن هيمنة الجيش الذي يجب ان يعود الى ثكناته ... كان شعار مليونية امس هو (معاً لحماية الديمقراطية )وهو شعار ثوري عام يعكس تطوراً في خطاب منصة (رابعة العدوية ) وينبئ عن دخول حركات ثورية جديدة انضمت خوفاً على الثورة وستنضم في الأيام القادمة حركات أخرى ليتم الفرز ويعود بصورة واضحة بين فلول ومتحالفين معهم في مواجهة القوى الثورية التي نأمل أن تكون قد استوعبت الدرس جيداً ....حفظ الله مصر وهزم أعداءها القريبين منهم والبعيدين، الزرق والسمر أصحاب الكبسة والهمبرجر على حد سواء. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك