- تمر الأيام والسنون تباعاً ونفحاتها كذلك تأتي وتذهب ولا يستغلها إلا من ألهمه الله تعالى بإلهام رباني يجعله يتوفق في استغلالها الاستغلال الأمثل، وباستغلالها يغتنم الأجر والخير الوفير، كما أن الناس في غفلاتهم يعمهون إلا من تذكّروا واتعظوا، وإذا نسوا (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) وما أحوجنا اليوم إلى الذكرى مرة تلو أخرى، وخاصة عند قرب رحيل حبيب الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك. إن الله جل في علاه أهدى عباده كثيراً من النفحات، وأعظمها نفحة أو هدية كفّارة الذنوب كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (الصلوات الخمس، والجمُعة إلى الجمُعة – وفي رواية أخرى: ورمضان إلى رمضان – كفّارة لما بينهن، ما لم تُغشَ الكبائر) فأين نحن من هذا الحديث وهذه البشارات؟. - إلى من يتأذّى من روائح تغيّر الأفواه أثناء الصيام تذكّر قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – كما في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه: (والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك). - إلى من أعطاه الله مالاً أو سعة في الرزق فليتذكّر حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن الترمذي: (من فطّر صائماً، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) وليتذكّر أيضاً الفقراء والمساكين والمعسرين الذين ينضح بهم الواقع اليمني ويملأون أرصفته وتمتلئ بهم المستشفيات، وبعضهم يظهرون في عدد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وبعضهم حبسته الفاقة والمرض من أن يسأل الناس، وبعضهم يبيتون الليالي والأيام جائعين؛ خوفاً من ذل السؤال وغلبة العفاف عليهم، هؤلاء جميعاً بحاجة إلى التعاون والتكافل ومسح دموعهم ومداواة جراحاتهم وتهدئة أنينهم والرفق والشفقة بهم ومد يد العون لمتعثريهم؛ لأن رمضان هو فرصة سانحة للجود والعطاء وأجره مضاعف؛ اقتداء بسيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي كان أجود بالخير من الريح المرسلة وخاصة في رمضان. - إلى من أخطأ أو قصّر أو أذنب – وكلنا خطاؤون ومقصّرون أو مذنبون - ولم يراعِ حرمات شهر رمضان المبارك في عشر الرحمة الأولى أو عشر المغفرة الثانية فليعتق رقبته من النار، وليراجع نفسه وليتُب إلى الله تعالى؛ لأن «خير الخطائين التوابون» كما ورد في الأثر، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان، وليستغلها أيما استغلال، وليشد المئزر كما جاء في الحديث المتفق عليه أن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجدّ وشدّ المئزر) وليعلم أن فيها ليلة خير من ثلاثين ألف ليلة، هي ليلة القدر (فهل من مُدّكر)؟!. وخواتم مباركة على الجميع. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك