رمضان هلّ بوافر الخيراتِ يهدي لنا الآمال والبركاتِ يحيي القلوب بهدي رب راحمٍ ويُمِدنا بالنور والنفحاتِ شهر الفضائل جئتنا تجلو العنا بالحب تنعشنا وبالنسَماتِ فيك الكتاب تنزلت أنوارُه هدياً يضيء بمحكم الآياتِ كلمات استبشارية معبّرة مقتطفة من قصيدة طويلة قالها الدكتور عثمان قدري تصف شهر القرآن، شهر رمضان، فما أحلى الوصف والموصوف! دق جرسه الإيماني بنكهة الإشراق ودغدغة النسيم وزخات الأنوار وضحكات الأرض وقهقهات الجبال وتلألؤ الوجوه المؤمنة. إننا اشتقنا إلى نسماتك الليلية ذات الحسن والجمال شوق البعيد الغائب لمحبوبه، واشتقنا لروحانيتك ونفحاتك الإيمانية شوق الأرض العطشى للمطر، واشتقنا للذة قرآنك شوق الإنسان الظامئ للماء. إذا عدّ العادون وأحصى المحصون فضائلك ومزاياك ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولفاضت المؤلفات بما تحويه من ذخائر الأجر الجزيل والنعم العظام، ولكن يكفينا من تلك الأمثلة ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: “أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مِرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، للَّه فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ”. ما أجملك يا رمضان! وما أحسن روحك! وما ألطف ملمسك! جئتنا تمشي على استحياء بعد أحد عشر شهراً بحلوها ومرّها، ولعلك تأتي هذا العام لتغيثنا بعد أن أجدبت القلوب وصدأت النفوس وأغرورقت العيون وتقرّحت الأكباد وصُمت الآذان بالشائعات؛ بسبب تكالب الأعداء على الإسلام والمسلمين، الأمر الذي زادت فيه حالات القتل، وعظم الهرج والمرج، وكثر اللغط والغلط، وجاءت المصائب المتفاقمة والفتن المتلاطمة، واستهدف الإسلام في عقر داره، وغردت أسراب الظالمين والجهلة والفاسدين وقاتلي النفوس المحرمة في الكثير من بلدان العرب والمسلمين. أنت فرصة عمرنا الوحيدة وملاذنا الآمن بعد توفيق الله تعالى؛ لنراجع في أيامك ولياليك ما قصرت فيه أنفسنا وما أذنبنا؛ لأن الظلم الواقع علينا والمصائب التي تحل علينا سببها أنفسنا التي ظلمناها كما قال سبحانه وتعالى: (وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ، فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ). نريد أن ندخل رمضان بروح تواقة للتغيير؛ تواقة لتغيير أنفسنا أولاً ثم لتغيير ما علق في مجتمعاتنا من شوائب القتل والظلم والفساد والكذب وتشويه الحقائق. فإذا لم نستغل أيامك ولياليك يا رمضان بالفضائل والابتعاد عن الرذائل ففي أي شهر سنفعل ذلك؟! وإذا لم نتب ونعد ونراجع أنفسنا في شهرك ففي أي شهر سنتوب؟!. وفق الله الجميع لصيام وقيام هذا الشهر الفضيل كما يحب تعالى ويرضى. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك